من باب العدل والإنصاف نكتب هذه الكلمات ..
فالحياة ليست فقط زوجة تشتكي وتئن !!
وإنما هناك أزواج صالحين حملوا فوق أكتافهم
أطنانا من الكبت تراكمت على مدى سنوات من الزواج
فأصيبوا بحاله اضطهادية مزمنة
أدت بهم إلى مراهقة مزمنة
أزواج مظلومين في قفص الاتهام
أزواج يعانون الوحدة
وتطحنهم رحى الغربة
رغم إنهم يعيشون مع زوجاتهم تحت سقف واحد..
أزواج مسجونين في سجن الحياة الزوجية والسبب..
زوجة قتلت فيهم المشاعر والأحاسيس
مع سبق النسيان والإهمال..
أزواج تحولت حياتهم إلى ثكنات عسكرية..
والسبب زوجات متسلطات ..
أزواج يتنفسون الحزن بابتسامة شاحبة .. والسبب زوجات نكديات ...
أزواج يهدون الفل والياسمين لزوجاتهم..
ولا يحصدون منهم سوى الشوك والحنظل والصبار..
أزواج مضطهدون حائرون يستغيثون بصوت عالي :
يازوجتي كوني حوريتي في الدنيا وسيدة قصوري في الجنة إن شاء الله
يازوجتي يا مهجة قلبي اعلمي أنني اخترتك أنتِ لا سواكِ
لتكوني شريكة حياتي ونصفي الآخر
أتعلمين ما معنى شريكة حياتي
ليس في اللقمة والزاد والمتعة و الفراش
وإنما في قلبي وحياتي ومستقبلي..
يازوجتي التفتي إلي قليلا انظري إلي كرجل
يحب أن يسمع منك أحلى الهمسات
ولا تنظري إلي كصرافة آلية تدفع لكِ متى ما شئتِ
وتتركيها إلى وقت حاجتك إليها..
يازوجتي الحبيبة اجعلي مني غاية في حياتك تريدين الوصول إليها
بالكلمة الطيبة والعشرة الحسنة
ولا تجعليني وسيلة تمتطينها لتسيري فقط مع ركب الحياة
وليقال عنكِ أنك متزوجة فقط ..
يازوجتي أعلمي أني لست قارون ولا أملك القصور والأموال
كل ما أملكه قوت يومنا ورزق أبناءنا
فلا تثقلي كاهلي بالطلبات والكماليات..
يازوجتي لا تهتكي سري للجيران والصديقات
وكوني بئري وغطائي..
يازوجتي اجعلي مني أولى اهتماماتك ولا تهمليني لآخر اهتماماتك..
يازوجتي لا تجعلي من حياتي معك ثكنة عسكرية وسير بالأوامر
وحوليها بذكائك إلى واحة مريحة أغدوا وأمرح فيها معك
وكوني أنتِ الغزال وليكن أبناؤنا العصافير والفراشات
وأنا ذاك الفارس الذي ينظم النجوم كي يضعها في نحرك..
يازوجتي لايكن كلامك معي صراخا
وسكوتك تأففا ونداءك نعيقا
وكوني كما تريديني أن أكون معكِ.
يازوجتي حفت الدنيا بالشهوات والزينة
فكوني أنتِ زينتي وحصني..
يازوجتي الحياة زخارف ومغريات نساء وملاهي وفتن
فكوني أنت لي كل هذا واحفظيني من الحرام..
يازوجتي كوني جميلة خلقا وأخلاقا
واغني نظري عن الالتفات لغيرك..
وكوني أمينة و احفظيني في مالي وأولادي..
يازوجتي للعيون حديث ألذ من كل حديث
فاقصري طرفي على النظر إليك
يازوجتي تلقيني دوما بالسلام..
وقابليني بالابتسام..
يازوجتي ليكن رفيف عينك في تغزلا وهياما..
ورفع اللقمة إلى فمي حبا وغراما ..
يازوجتي زينة المرأة الحياء فكوني أكثر حياء..
يازوجتي مفاتنك أمانة فلا تظهريها لغيري
متفاخرة بها في الأعراس والمناسبات..
يازوجتي كوني منديلا حريريا أشم منه رائحة المسك والعنبر
وأتباهى به لأنه خاص بي
ومحرم استعماله على غيري
ومطرز اسمي عليه بخيوط من ذهب ..
يازوجتي تعالي معي في خلوتي وحادثيني حديث العشاق
فالوحدة تقتل وجداني...
يازوجتي كوني لي مطيعة ولندائي ملبية ولكلامي مستمتعة
ولعرضي حافظة ولأبنائي مربية...
يازوجتي إن لغرفه النوم شغل وفاكهة فلا تكوني كالثلاجة فيها
فقد مللت تغسيل الموتى
على الفراش ...
يازوجتي عفي نفسك عن مجالس النساء
واتركي اللغو في الحديث
و الثرثرة والنميمة ...
يازوجتي مالي أراكي تتأففين ولأوامري تعصين
ومن طلباتي تتذمرين
ولنفسك تهملين ...
يازوجتي تزيني لي كما تتزينين للأعراس
والبسي لي كما تلبسين في الخروج والزيارات
قابليني بحفاوة وابتسام
كما تقابلين الصديقات والجيران...
يازوجتي لا تمدحين صديقاتك لي
ولا تكثرين في الثناء عليهن
فالشيطان يتغلغل إلى نفسي ويحقرني فيك
ليبدي لي ما وصفتيه أنت لي من محاسنهن
وتذكري قول الرسول عليه الصلاة والسلام :
( لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)
يازوجتي قد تضيق الحياة بي يوما فأزمجر لك كالأسد
وأثور كالبحر فقابلي زمجرتي بالهديل
وكوني أنت الحمامة التي تهدل أمام زمجرتي
وكوني أنت المرسى والشواطئ لبحاري الهائجة ...
يازوجتي أطفئي سعير غضبي بهدوء بحلمك
واتخذي من نساء النبي عليه الصلاة والسلام
قدوة لك ...
يازوجتي ليكن صمتك ابلغ من كل الكلام في لحظة غضبي
وليكن كلامك درر من ذهب في لحظه هدوئي ...
تعلمي فن العتاب فالعتاب
مذهب المحبين واهجري الصراخ والمناكفات...
يازوجتي كوني البلسم لآلامي والنور الذي ينبثق في ظلامي..
يازوجتي الدنيا بحر والآخرة ساحل لمركب التقوى
والناس على سفر فاتقي الله في
ولا تدفعيني للانحراف...
يازوجتي كوني قنديلا يضيء لي حياتي
ولا تكوني شمعة تذوب وتنتهي وتتبدل بشمعه أخرى...
يازوجتـــي أرجوكي لا تحولي حبي لك إلى كراهية
وصداقتي معك إلى عداء
واحترامي لك إلى ازدراء ...
زوجتي كلمة أخيرة :
أنا الآن أقف على أرض قاحلة جدباء
لأرتوي فيها بكلمة عطف وحنان
ولا أشعر فيها بوقفة مساندة وانتماء ...
أنا الآن في حياتك موظفا يخضع لمزاجك
وهواك أيتها المديرة العامة
فتارة تضحكين وأخرى تبكين وتهذين وتشكين...
أنا الآن اشتكي لصخر الأرض وحدتي وأبكي معه ...
فهل من وقفة حازمة لكِ مع نفسك...
لا أريد حبا يشوهني ولا زواجا يصعلكني
ولا زوجة تفنيني وتنفيني
أبعد .. كل هذا يا زوجتي
أما زلتي تجهلين من يستحق شرف السكن في قلبي ؟
طبعا أنتي ..
أنتي يا قلبي ولا احد سواكي....
فابدئي من اليوم
وكوني حوريتي في الدنيا
وفي الجنة نلتقي إن شاء الله
لتكوني سيدة قصوري هناك.
انتبهى ايتها الزوجة ..
فربما يكون هذا حال زوجك او بعض حاله
وربما يصرخ بها أو ببعضها
وانت مازلت ..
تكبرا .. أو ثقة ..
غير مصغية !!