ضغط الدم هو الضغط الناتج عن ضخ الدم في الأوعية الدموية بواسطة القلب فيكون مرتفعاً أثناء انقباض القلب ومنخفضاً أثناء الانبساط ، لذلك نجد أن قياس ضغط الدم يشتمل على رقمي الانقباض والذي يتراوح ما بين (100 ـ 150 ملليمتر) زئبق ، والانبساط ويتراوح ما بين (60 ـ 90 ملليمتر)زئبق ، وإذا زادت النسبة عن ذلك أو قلت فتعتبر حالة مرضية يجب التدخل لإعادة الاتزان للضغط مرة أخرى.
س1: كيف يحافظ الجسم على ثبات ضغط الدم؟
جـ : يتوقف ثبات ضغط الدم في الجسم على:
1 ـ القلب وكمية الدم المندفعة في كل انقباض وعدد الانقباضات.
2ـ الشرايين والأوعية الدموية وقدرتها على الانقباض والانبساط.
3ـ حجم الدم في القلب والأوعية الدموية
فمثلاً عند انخفاض ضغط الدم نتيجة فقد الدم من الجسم كما في حالات النزيف ينتج عنه قلة حجم الدم في الدورة الدموية وينتج عن ذلك أن يزيد القلب من ضرباته وتنقبض الأوعية الدموية في محاولة لثبات ضغط الدم.
أما في حالة ارتفاع ضغط الدم فيحاول الجسم أن يتغلب على ذلك بتقليل عدد ضربات القلب وانبساط الأوعية الدموية وإفراز كمية كبيرة من السوائل عن طريق الكلى في محاولة لخفض ضغط الدم إلى معدله الطبيعي، ويحدث كل هذا تحت تأثير مجموعة من الهرمونات والمستقبلات الموجودة في الأوعية الدموية والكلى والغدة الفوق كلوية ، وأي اضطراب في ذلك يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
س2: ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم؟
جـ : 1ـ تصلب الشرايين المصاحب لتقدم السن وضيقها نتيجة لترسب الدهون
2 ـ تقلص وانقباض الشرايين والأوعية الدموية بمركبات كيميائية يفرزها الجسم مثل الأدرينالين كما في حالات التوتر العصبي والضغوط النفسية
3ـ إفراز الكلى لمادة الرينين التي تؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية وكذلك إفراز هرمون الألدوسيترون من الغدة الفوق كلوية الذي يعمل على احتفاظ الجسم بالماء والصوديوم في محاولة لرفع ضغط الدم في الحالات الطبيعية ، أما في الحالات المرضية تزداد إفرازات الرينين نتيجة مرض الكلى.
س3: ما دور الكلى في تنظيم ضغط الدم؟
جـ : إن الكلى لها دور رئيسي في تنظيم ضغط الدم وحفظه في معدلاته الثابتة ، وذلك عن طريق هرمون الرينين حيث تفرز الكلية الرنين عندما تقل كمية الدم التي تصل إلى الكلية في محاولة لزيادة كمية الدم التي يجب ترشيحها ويقوم الرينين بتنشيط هرمونات أخرى تنتهي برفع ضغط الدم عن طريق انقباض الأوعية الدموية وكذلك زيادة حجم الدم عن طريق احتفاظ الجسم بالماء والصوديوم ، وفي الحالات المرضية يمكن للكلى أن تفرز كمية من الرينين تعمل على رفع ضغط الدم وهذا النوع يسمى بضغط الدم الكلوي ويمثل 5ـ 10% من حالات ضغط الدم.
س4: ما تأثير ضغط الدم المرتفع على الكلى؟
جـ : كم ذكرنا من قبل فإن الكلية لها دور في ضبط معدلات ضغط الدم وكذلك فإنه في حالة ارتفاع ضغط الدم الأساسي (غير الكلوي) فإن وظائف الكلية ومرشحاتها تتأثر بضغظ الدم العالي فيظهر الزلال في البول ، وقد تنتهي بالفشل الكلوي.
إذن فالكلية تؤثر وتتأثر بضغط الدم ولذلك يجب أن يستمر مريض ضغط الدم في العلاج مع الفحوصات اللازمة لمتابعة حالة الكلية متابعة دورية.
س5: ما هو ضغط الدم الكلوي؟
جـ : ضغط الدم الكلوي يمثل فقط حوالي 5ـ 10% من مجموع مرضى ضغط الدم وهو عادة يكون واضحاً في صغار السن ـ أقل من 30 عاماً ـ وذلك نتيجة ازدياد إفراز هرمون الرينين من الكلى المصابة في الحالات المرضية الآتية:
1ـ ضيق شريان الكلى الرئيسي
2ـ تصلب شرايين الكلية
3ـ التهاب الكلية المزمن
4ـ بعض أمراض الكلى الوراثية مثل الكلية المتكيسة.
س6: ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
جـ : ضغط الدم الناتج عن أمراض الكلى (ضغط الدم الكلوي) يحدث عادة في صغار السن ما بين (20ـ 30 عاماً ) بطريقة مفاجئة ، وفي خلال فترة زمنية قصيرة مع ارتفاع حاد بضغط الدم مصحوب بصداع شديد بالرأس مع آلام بالجانبين، وقد يصاحبه خلل في وظائف الكلى مع صعوبة التحكم في ضغط الدم بالعلاج بأدوية ضغط الدم
س7: ما هو العلاج الجراحي لعلاج ضغط الدم؟
جـ : توجد نسبة ضئيلة من مرضى ضغط الدم يمكن علاجهم جراحياً وعادة هؤلاء هم مرضى ضغط الدم الكلوي ، ويتم هذا العلاج بالتدخل الجراحي لتوسيع شريان الكلى الرئيسي أو استعواضه ، وكذلك استئصال الكلية المصابة التي تفرز هرمون الرينين إذا كانت قد فقدت وظيفتها ، كما أن هناك علاجاً جراحياً آخراً في حالة ثبوت أن هناك ورماً يفرز مواداً كيميائية لها القدرة على رفع ضغط الدم فعند إزالة الورم يعود ضغط الدم لمعدلاته الطبيعية كما في أورام الغدة الفوق كلوية والغدة الدرقية.
س8: هل كل مريض يعاني من ارتفاع في الضغط يحتاج لفحص دوري للكليتين؟
جـ : نعم مريض ضغط الدم يحتاج إلى فحص دوري للكليتين للتأكد من سلامتهما والتأكد أن السبب في ضغط الدم ليس من الكليتين لأن نسبة كبيرة من أمراض الكلى تؤدي إلى ضغط الدم .
وكذلك ارتفاع ضغط الدم يؤدي بصورة مباشرة إلى التأثير على وظائف الكليتين مع عدم التحكم في ضغط الدم بالعلاج لعدة سنوات قد يؤدي إلى حدوث فشل كلوي.
س1: ما هي الصفة التشريحية للكلى؟
جـ : يحتوي جسم الإنسان علي كليتين يمنى ويسرى في التجويف الخلفي للبطن علي جانبي العمود الفقري في حجم قبضة اليد ، وطولها 12سم ، وعرضها حوالي 6 سم ، وسمكها 3سم وتزن كل كلية حوالي 120ـ150 جم ، وكل كلية تحتوي علي مليون وحدة ترشيح (إفراز)
س2: ما هي الوظائف التي تقوم بها الكلية ؟
جـ : (أ) إخراج البول:
الذي يحتوي علي أملاح ذائبة ومواد كيميائية يجب أن يتخلص منها الجسم بصفة دورية ، فإذا علمت أن حجم الدم الذي تقوم الكلى بترشيحه حوالي 180 لتر دم يومياً يتم إخراج حوالي 1.5 لتر بول من هذه الكمية وامتصاص الباقي(180ـ1.5)=178.5 لتر دم يعاد امتصاصه بواسطة الكلى مرة أخرى إلى الدم.
(ب) التخلص من نواتج المواد الغذائية في الجسم:
(البولينا ـ الكرياتنين ـ حمض البوليك ـ السموم)
(جـ) المحافظة على كمية وتركيب سوائل الجسم:
تحافظ الكلى علي المواد النافعة والضرورية للجسم وذلك بإعادة امتصاصها مثل : الجلوكوز ، والصوديوم ، والماء وتقوم بإخراج الزائد من المواد السائلة التي تسبب زيادتها أضراراً بالجسم ، وتحافظ على هذه المواد إذا قلت نسبتها في الجسم ـ فمثلاً أثناء الصيام ـ تقل كمية البول ، وأثناء شرب سوائل كثيرة فإن البول يخرج بكميات كبيرة.
(د)المحافظة علي درجة ثبات الدم من الناحية الحمضية والقاعدية :
وذلك عن طريق إفراز الأحماض الزائدة بالبول.
(هـ)التحكم في ضغط الدم:
تفرز الكلى هرمون الرينين الذي يساعد على رفع ضغط الدم عند هبوطه ، وكذلك تفرز البروستاجلاتدين الذي يساعد على تمدد وانقباض الأوعية الدموية التي تحافظ علي ثبات ضغط الدم.
(و) تنظيم معدل إنتاج كرات الدم الحمراء:
حيث أن الكلى تفرز مادة الأريثربيوتين التي تساعد علي تنشيط تكوين كرات الدم الحمراء في النخاع العظمي.
(ز)تنشيط فيتامين(د):
وهو المسئول عن تنظيم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه بطريقة صحيحة وإفراز الزائد منه عن طريق الكلى.
س3: ما هو التركيب الطبيعي للبول؟
جـ : سائل أصفر عنبري حمضي مركز ذو رائحة مميزة ، كميته حوالي 1 لتر ـ 2 لتراً يومياً ، وتتأثر كمية البول من حيث الكم والكيف بدرجة كفاءة الكلى.
س4: ما هو اللون الطبيعي للبول ومتى يتغير ؟
جـ : اللون الطبيعي : أصفر بدرجاته ، ويختلف اللون حسب كمية البول ، فإذا علمنا أن الكلية لابد وأن تفرز مواداً مذابة في البول ـ فإذا قل البول كما في فترة الصيام فإن البول يصبح مركزاً (غامق اللون)؛لأن كمية إفرازات الأملاح والأمونيا و الكرياتنين ثابتة مع تغير كمية البول والعكس صحيح . حيث يصبح البول فاتحاً إذا كثرت كمية البول كما في حالة شرب السوائل بكثرة .
كذلك هناك بعض الأطعمة والأدوية قادة علي تغيير لون البول مثل البنجر أو بعض الأدوية
ـ تغير مرضى : كما هو الحال في مرض الصفراء ،حيث يصبح لون الشاي بدرجاته حسب شدة المرض أو وجود دم في البول حيث يكون البول لون أحمر.
ـ يتغير لون البول إلى أبيض مثل لون اللبن في حالة وجود صديد بكثرة ، وكذلك في بعض حالات الأمراض الليمفاوية (ليموفوريا) حيث يصبح البول مثل لون اللبن خاصة بعد تناول الأغذية الدهنية.
س5: متى يزداد إدرار البول؟
جـ : تفرز الكلية في الإنسان البالغ من لتر إلي 2 لتر يومياً ، وتعتمد كمية البول على المواد الموجودة بالدم وتركيزها ، والمطلوب إخراجها عن طريق البول . مثل : البولينا والصوديوم ,البوتاسيوم والأمونيا وكمية البروتين بالدم.
ومن أسباب زيادة إدرار البول:
(1)نقص إفراز هرمون من الغدة النخامية يتحكم في كمية البول , ويسمى هذا المرض بمرض البول السكري الكاذب(8ـ12 لتر بول يومياً)
(2)زيادة شرب الماء كما في بعض الحالات النفسية
(3)زيادة إفراز السكر في البول (مريض السكر)
(4)مدرات البول من الأدوية
س6:متى يقل إدرار البول ؟
جـ : في الحالات الطبيعية يقل إدرار البول عن المعدل الطبيعي(1.5 ـ 2 لتر) في حالات الصيام وارتفاع درجة الحرارة حيث يؤدي إلي فقد السوائل عن طريق الجلد أو فقد السوائل من الجسم بالقئ أو الإسهال الشديد . وفي حالات مرضية مثل انخفاض ضغط الدم الشديد أو هبوط القلب أو نتيجة أمراض الكلى ، وقد يحدث قلة إدرار البول لعدم خروجه نتيجة انسداده بحصوات أو تضخم البروستاتا.
س7: ما هي أسباب تعكر البول؟
جـ : (1) يصبح البول معكراً لوجود مخاط في البول ، أو التهاب بالمثانة أو البروستاتا أو قناة مجرى البول.
(2) زيادة الأملاح في البول مثل : أملاح اليورات ، والفوسفات والأكسالات.
(3) وجود صديد بكثرة
س8: ماذا يعني وجود رغاوي في البول ؟
جـ : البول الطبيعي بعد التبول مباشرة يكون له رغوة خفيفة ، ووجود رغوة كثيفة قد يعني وجود زلال في البول أو أملاح الصفراء وتكون الرغاوي في هذه الحالة صفراء أو بنية اللون
س9: ماذا يعني وجود زلال في البول؟
جـ : الزلال هو أحد بروتينات الدم ، والزلال لا ينفذ من مرشحات الكلية وحتى الكميات الضئيلة التي تنفذ خلال المرشحات الكلوية يعاد امتصاصها ، ولذلك يكون البول الطبيعي خالياً من الزلال ، ووجود الزلال في البول ليس بالضرورة علامة مرضية خطيرة.
(1)فهناك الزلال الوقتي:
وهو ما يعني ظهور الزلال في البول في ظل ظروف معينة مرضية أو فسيولوجية ثم يعود للاختفاء مرة أخرى عند زوال السبب ، كما في ارتفاع درجة الحرارة والبرد الشديد.
(2)كما أن هناك زلالاً نتيجة مرض الكلى وكمية الزلال إذا كانت كبيرة في البول مع عدم مقدرة الجسم على تعويضها يؤدي ذلك إلى تورم الجسم ، وهذا ما يسميه العامة (التورم الزلالي)
س10: ما علاقة الكلى بالأنيميا؟
جـ : تفرز الكلى هرموناً يسمى (أرثروبيوتين)، وهذا الهرمون ينشط خلايا النخاع العظمى للجسم لإنتاج كرات الدم الحمراء ـ لذلك من الملاحظ أن من علامات الفشل الكلوي هي الأنيمياـ كما أن مريض الفشل الكلوي يحتاج لنقل الدم فترات قريبة ومتفاوتة كما أنه يوجد هذا الهرمون على شكل حقن تعطى لمرضى الفشل الكلوى لتعويضها عن نقصه.
س11 : هل هناك علاقة بين هشاشة العظام والكلى؟
جـ : الكلية تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على نسبة الكالسيوم في الدم ، وأي خلل في وظائف الكلية قد يؤثر تأثيراً مباشراً على نسبة الكالسيوم في العظام والدم لأن الكلى هي المسئولة عن تنشيط فيتامين (د)وبدوره هو المسئول عن امتصاص الكالسيوم من الأمعاء كذلك عدم إفراز الفوسفات في البول يؤدي إلى ارتفاع نسبته في الدم ونقص عنصر الكالسيوم في الدم وهو عرض من أعراض الفشل الكلوي الزمن ، ونقص الكالسيوم النسبي في الدم يجعل يسحب الكالسيوم من العظام في محاولة لرفع نسبته في الدم مما يؤدي إلي نقص الكالسيوم في العظام ، أي هشاشة العظام.
س11: ما هو تأثير غياب إحدى الكليتين على الأخرى؟
جـ : إن الجسم به كليتان يمنى ويسرى ، واحتياطي الكلية المتاح كبير جداً ، وعند نقص الكفاءة الإجمالية للكليتين عن 25% تبدأ الأعراض تباعاً ، أما فوق هذه النسبة فلا تظهر عادة في تحاليل الدم أي ارتفاع في نسبة البولينا و الكرياتنين أو غيرها ، وقد تظهر الأعراض إذا تعرض المريض لعملية جراحية أو حادث أو مرض آخر ألقى عبئاً على وظائف الكلى ، وتتطلب استعمال الاحتياطي المفقود . ومن هذا يستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة ما دامت سليمة دون وجود أي قصور.