الماء... أفضل دواء

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/136433/reftab/76/Default.aspx
القاهرة - ثروت البطاوي:
لم يعد دور الماء مقصورًا على كونه العنصر الثاني في الأهمية للحياة بعد
الهواء, فقد أصبح عنصرًا أساسيًا لعلاج الكثير من أمراض الجسم; كهشاشة
العظام, وبعض حالات الشلل, والتهاب المفاصل, وضعف العضلات, ويعمل على تنشيط
الدورة الدموية ويبعث على الهدوء والاسترخاء ويخفض من ضغط الدم ودرجة
الحرارة المرتفعة, كما يستخدم في تطهير الجروح والحروق ويسكن الألم, ويدر
البول ما يساعد في طرد حصى الكلى, وعلى عكس الشائع من أن الاكثار من شرب
الماء أثناء تناول الطعام يسبب " الكرش" وتراكم الدهون يؤكد المتخصصون
ل¯"السياسة" في هذا التحقيق أنه ضروري لانقاص الوزن وحرق الشحوم وينصحون من
يعانون من السمنة بتناول كميات اضافية للوصول الى الرشاقة والجمال أيضًا
لأنه يساعد على وقايتها من التجاعيد والتقشر ويكسبها المرونة والنضارة,
علاوة على استخدامه في علاج أمراض أخرى كثيرة يكشفها هذا التحقيق:

يقول د. علاء بلبع - أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة: العلاج
المائي يعتمد على الاستخدام الخارجي للماء بكل حالاته الصلبة"الثلج" أو
السائلة أو "البخار" بغرض العلاج عن طريق تسخين أو تبريد الجسم أو أجزاء
منه, واستخدام الماء في العلاج ما هو الا نتيجة لخصائصه الطبيعية فمثلا نجد
أن الطفو من خصائص الماء التي تساعد في علاج هشاشة العظام وخشونة المفاصل,
فضعف العظام في بعض الحالات يحدث كسورًا فيها بمجرد الوقوف عليها, ويتم
علاج تلك المشكلات باستخدام أحواض سباحة حيث يقوم الماء برفع وزن الجسم
فيصبح الحمل الواقع على العظام والمفاصل خفيفًا جداً كلما زاد اغمار الجسم
فيه, ثم يقل الاغمار في الماء تدريجياً مع تحسن الهشاشة اذ أن تحميل الوزن
تدريجياً على عظام الأطراف يساعد على ترسيب الكالسيوم فيها وتقويتها
تدريجياً. ويستخدم نفس الأسلوب السابق في علاج حالات الشلل, وشلل الرعاش
حيث يحمل الماء معظم وزن الجسم فيكون سهلاً الوقوف والمشي في الماء, أو
القيام ببعض التمارين كما أن ذلك الأسلوب يولد لدى المريض حالة من
الاطمئنان وعدم الخوف من الوقوع على الأرض أو فقدان الاتزان.. كذلك يستخدم
الماء لعلاج ضعف العضلات من خلال عمل التمرينات المختلفة فهناك تمرينات
سلبية, الغرض منها زيادة مرونة المفاصل والعضلات حيث تتحرك الأطراف تحت
الماء لأعلى, أما التمرينات الايجابية فتقوي العضلات وتكون حركة الأطراف
تحت الماء لأسفل, وهناك تمرينات للتوافق والاتزان وفيها تكون الحركة في
اتجاه أفقي, كما أن حمامات الماء الدافئ تساعد على ارتخاء العضلات وتحسين
الدورة الدموية وترفع من معدل الحيوية والطاقة بالجسم.
ويشير د. علاء الى أن للماء البارد تأثيراً تحفيزياً على عضلات الحركة
والأوعية الدموية حيث يساعد على تقلص الأوعية الدموية الطرفية, وزيادة
النبض وضغط الدم ويسبب الرعشة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم, أما الخروج
من الماء البارد فيؤدي الى حدوث احمرار واحساس بالدفء وانخفاض ضغط الدم
وهبوط النبض وارتخاء عام في الجسم مع هدوء في التنفس. وفي المقابل فان
الماء الساخن عند استخدامه بشكل موضعي يعطي تأثيرًا ملطفًا ومسكنًا للألم,
واذا استخدم الماء لكل الجسم فانه ينشط الدورة الدموية ويرفع النبض ويخفض
من ضغط الدم ويزيد من العرق والاخراج عن طريق الكلى, كما يستخدم في عمل
"الكمادات" الباردة والساخنة وفي تطهير الجروح والحروق.
حمام بارد
ويقول د. أسامة ابراهيم - أختصاصي جراحة العظام: المياه استخدمت في
الثقافات المصرية والهندية والصينية القديمة لتخفيف الآلام وتهدئة
الالتهابات, وبحلول القرن التاسع عشر تم اعتمادها ضمن الأساليب العلاجية,
ويحتوي الماء على مواد ذات خصائص طبية من معادن, وأملاح, ومركبات عضوية,
وتتكامل هذه العناصر والمركبات في مياه الينابيع العذبة خاصة الدافئة منها,
ومن أهم الخصائص التي يتميز بها الماء الساخن في العلاج أنه يعمل على تمدد
الأوردة والشرايين بالعضو المريض, ما يزيد من تدفق الدم اليه ويجدد الدورة
الدموية ويزيل السميات من المناطق المصابة ويمدها بالأجسام المضادة, كما
يزيل شد العضلات ويساعد على استرخاء المجهدة منها, وتستخدم حمامات الماء
الساخن والبارد في علاج التهاب المفاصل النقرسي حيث تخلص المفصل من أملاح
"اليوريك" المترسبة داخلها, ويقوم المصاب بالنقرس بأخذ حمام من الماء
الدافئ لمدة عشر دقائق يعقبه مباشرة حمام بارد لمدة عشر دقائق أخرى, ويستمر
في ذلك لمدة أسبوعين, أو حتى زوال الألم واختفاء التورم, وتعالج كمادات
الماء الدافئ التهاب المفصل الصديدي من دون تدليك ولمدة نصف ساعة, أما
الباردة منها فتستعمل بنفس الطريقة لعلاج التواء المفاصل والتمزقات البسيطة
للأربطة.
وهناك احتياطات يجب مراعاتها أثناء العلاج المائي من ضمنها تجنب استعمال
الماء الساخن على القدم والساق مع المرضى المصابين بارتفاع سكر الدم وتجنب
استعمال الماء البارد مع المرضى المصابين بمرض "رينود" الذي يصيب بعض أجزاء
الجسم بالتنميل والرعشة, أو المصابين بالتهاب عرق النسا والتهاب المفصل
الروماتيزمي.
بعيد عن الأدوية
يؤكد د. أسامة الجمل - أستاذ مساعد المسالك البولية بكلية طب طنطا - أن
الماء مفيد لجميع أجهزة الجسم ومنها المسالك البولية, حيث يعمل على
تطهيرها من الميكروبات التي تسبب الالتهابات الحادة والمزمنة, ويجب ألا تقل
الكمية التي يشربها الفرد من الماء عن لتر ونصف توزع على مدار اليوم,
ويتأكد الشخص من أنه قد تناول الكمية المناسبة منه عندما يلاحظ أن لون
البول قد أصبح شفافًا كلون الماء العادي, ومن الضروري زيادة هذه الكمية في
حال ارتفاع درجة حرارة الجو أو درجة حرارة الجسم, وأثناء القيام بالأعمال
التي تتطلب مجهودًا بدنيًا زائدًا لأن زيادة العرق تتطلب زيادة شرب الماء,
كما تساعد المياه على اذابة الأملاح الموجودة بالبول, ما يمنع تكوين الحصى
بالجهاز البولي وطرد الصغير منها, وقد أشارت جمعيتا المسالك الأميركية
والأوربية الى أن الاكثار من شرب الماء يكفي لطرد الحصى الصغير" أقل من 5
مم" من دون الحاجة لاستخدام أي أدوية علاجية أخرى.
يمنح الرشاقة
وينفي د. عماد صبحي - استشاري السمنة - ما يردده البعض من أن الماء أحد
أسباب زيادة الوزن وتكون "الكرش" وترهل البطن, فالعكس هو الصحيح, حيث يعتبر
عنصرًا ضروريًا لفقدان الوزن والحصول على الرشاقة, فالماء يعمل على خفض
الشهية وتحسين الصحة العامة, ويساعد في حرق الدهون المختزنة في الجسم
وهدمها, ويمنع الامساك, ويعيد التوازن لسوائل الجسم التي تكون موزعة في
الأنسجة بطريقة غير سليمة, ويزيد من ادرار البول, ويساعد في التخلص من بعض
أملاح الصوديوم الزائدة, ويحول دون ترهل الجلد وظهور التجاعيد عليه, كذلك
ينصح الراغبين في خفض أوزانهم بتناول كميات كبيرة من الماء قد تصل الى "3
لترات يوميا, ويفضل شرب كوبين من الماء في الصباح وثلاثة في الظهيرة
ومثلهما في المساء, كما أن شرب الماء قبل تناول الطعام بنصف ساعة يساعد على
ارتواء الجسم وجدران المعدة ويقلل من الشهية للطعام. والماء البارد وليس
الساخن هو الذي يساعد على التخفيف, حيث يجعل الجسم يفقد بعض السعرات
الحرارية حتى يتلاءم الماء مع حرارة الجسم "37 درجة" والانسان السمين يحتاج
الى شرب كوب اضافي من الماء لكل10 كجم من الوزن الزائد.
ضروري للبشرة
ويقول د. مصطفى عباس - استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية: نسبة الماء
بجسم الانسان وبكل خلية تزيد على "70 في المئة" وهو من أهم المواد لنضارة
البشرة وحيوية الجلد ومرونته ونقصه في الجلد يؤدي الى جفافه وخشونته وتقشره
وظهور الخطوط والتجاعيد والتشققات العميقة مع الوقت, وقد يسبب الحكة
والاحمرار ما يؤدي في النهاية الى ضعف المناعة للخلايا ويجعلها مهددة
بالاصابة بالبكتريا والفطريات والفيروسات التي تتسبب في ظهور الدمامل
والتقيحات والالتهابات.

شكرا يادكتور على المعلومات القيمة

بارك الله فيك

جزاك الله خيراااااااااااااااا

تسلم
جزاك الله خيرااااااااااااااااا