عرف العرب الحلبة منذ القدم وقد جاء في قاموس «الغذاء والتداوي بالنبات» أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخ الحلبة بالماء لتليـيـن الحلق والصدر والبطن ولتسكين السعال وعسر النفس والربو كما تفيد للأمعاء والبواسير، والحلبة هي نبات عشبي حولي صغير ساقه صلبة منتصبة وأوراقه خضراء كبيرة بيضاوية مسننة، وتنقسم كل واحدة منها الى ثلاث وريقات صغيرة. ازهاره بيضاء وثمرته عبارة عن قرن طويل تحتوي على صف من البذور، والاجزاء المستعملة هي الاطراف المزهرة والبذور، ويستعمل من الداخل ومن الخارج.
حلبة الخيل والبلدي
ويوجد نوعان من الحلبة وهي الحلبة البلدي العادية ذات اللون الأصفر، والحلبة الحمراء والمعروفة بحلبة الخيل وهما يختلفان اختلافاً كثيراً. والحلبة المعنية هنا هي الحلبة العادية الصفراء،وفي أبحاث الطب الحديث تبـيـن من تحليل الحلبة أنها غنية بالمواد البروتينية والفسفور، والمواد النشوية وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت.
كما تحتوي أيضا على مادتي الكولين والتريكو نيلين وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتينيك وهو أحد فيتامينات ( ب )، كما تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة وزيت طيار يشبه زيت اليانسون. وتحتوي الحلبه كذلك على مادة الميوسيليج « mucilage» التي تدخل في صناعة الحبوب والكبسولات للعمل على تماسكها وعدم تفتيتها، كما تحتوي على مادة السابونين «saponin» والديوسجانين«diosganin» التي تعمل على تحفيز إفراز الهرمونات الأنثوية. ويدخل أيضًا في صناعة حبوب منع الحمل والكورتيزونات التي تعمل كمسكنات للأمراض الصدريه والروماتيزم.
والحلبة يمكن تناولها مطبوخة للتغذية، وفتح الشهية ولزيادة الوزن، كما يشرب مغليها حيث إنه ينفع في بعض الاضطرابات المعدية والصدرية. كما تعطى للفتيات في فترة البلوغ لتنشيط الطمث، وكذلك لفقر الدم ولضعاف البنية والشهية وللنحفاء. وتشير الدراسات الحديثة الى أن زيت الحلبة يدر حليب المرضع ويفتح شهيتها للطعام.
وقد وصفها الأقدمون مع العسل ضد الإمساك المزمن ولأمراض الصدر والحلق والسعال والربو والبلغم والبواسير والضعف الجنسي، كما تفيد في إزالة الكلف من الوجه.
وايضا من فوائد الحلبة أنها تؤخذ لتلين الحلق و المغص، تعالج الإمساك بخلطها مع العسل، لطرد الديدان المعوية، كما ينصح دائما بتناولها للمرضعات اللواتي يعانين من قله الحليب، اضافة الى كونها غذاء أساسيا للنفساء.