[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شارع ام كلثوم بالقدس
أثار
احتفال إسرائيل بافتتاح شارع يحمل اسم أم كلثوم جدلا واسعًا على مواقع
التواصل الإجتماعى وبعض وسائل الإعلام، حيث أقيم احتفال كبير فى بلدية
القدس وعلقت يافطة باللون الأزرق كتب عليها بالعربى والعبربى " شارع أم
كلثوم".
وقد لا تخلو بلد عربى من وجود شارع،أو ميدان أو مقهى باسمها، ففى مصر
تم إنشاء شارع أم كلثوم بديلا لشارع الجبلاية سابقا، وهو الشارع الذى يبدأ
من حى أبوالفدا ومع امتداد فيلتها القديمة التى هى فندق يحمل اسمها حاليا.
وأم كلثوم اسم يحمله مقهى شهير بوسط البلد ومتحف فى حى المنيل، وقاعات
فى الأوبرا وبعض كليات الفنون ومعهد الموسيقى العربية، وتماثيل بالحجم
الطبيعى لها.
أما فى الدول العربية والعالمية قد لا تخلو مدينة من شارع أو مقهى أو
تمثال وتعتبر تونس من أهم الدول التى احتفت بأم كلثوم بانشاء شارع يحمل
اسمها ومن يزور العاصمة التونسية، لا بد أن يقف عند شارع أم كلثوم الموازي
لشارع الحبيب بورقيبة والمتقاطع مع شارع قرطاج، والذي لا تفصله إلاّ مسافة
قصيرة عن شارع جمال عبدالناصر. فهنا في تونس، تحظى أم كلثوم بحب وإعجاب
عامة الشعب.
وكانت زيارتها لتونس في أوائل يونية 1968 وفي إطار جولتها العربية
الهادفة إلى إسناد المجهود الحربي في مصر بعد نكسة 1967، حلّت كوكب الشرق
وسيدة الغناء العربي بتونس بدعوة من الماجدة وسيلة بن عمّار حرم الرئيس
التونسي آنذاك الحبيب بورقيبة.
في يوم 2 يونيو 1968 قامت أم كلثوم بإزاحة الستار عن اللوحة البيانية
للشارع الذى يحمل إسمها في قلب العاصمة التونسية، في حضور عدد من
المسئولين يتقدمهم حسيب بن عمار شيخ المدينة وشقيق الماجدة وسيلة.
وقد عبّرت كوكب الشرق عن سعادتها بهذه البادرة وعن شكرها الجزيل لتونس
قائلة "لا غرابة في هذا… فتونس الخضراء، ستبقى ذات زيارة، وأسبقية في تكريم
الفن والفنانية وفي احتضان الإبداع والمبدعين"
ولم يكن اهتمام إسرائيل غريبا بأم كلثوم فى سياسة صهيونية تهدف الى كسب
تعاطف العرب، بل والمصريين ونوع من الغزل السياسى بدأ منذ إنشاء صوت
إسرائيل لفترة مفتوحة لأغنياتها تمتد قرابة الساعة يوميا تبدأ من السادسة
مساء كل يوم، وبها أهم الحفلات التى قدمتها أم كلثوم فى العالم.
وفى العاصمة العراقية بغداد وفى شارع الرشيد تحظى هذه المنطقة بأجمل
مقهى يحمل اسم أم كلثوم منذ زيارتها للعراق فى جولتها لجمع تبرعات المجهود
الحربى.
وعلى حوائط هذا المقهى توجد صور لها أثناء جولتها فى شوارع بغداد وقد
يكون هذا المقهى هو الوحيد الموجود على موقع اليوتيوب فإذا ما كتبت "مقهى
أم كلثوم بغداد شارع الرشيد" ستجد تفاصيل بالفيديو عن هذا المقهى وصوت
أغنياتها يعلو ويصدح.
بل وفى منطقة أربيل أيضا يوجد مقهى أم كلثوم الشهير الذى كان يلتقى
عليه المصريون فى فترة ما قبل الحرب العراقية وقبل فترة الغزو الأمريكى،
ويعد حاليا من أكبر المقاهى التى تحمل اسمها فى دولة عربية.
وقد أصر صاحبه أن يسميه باسم أم كلثوم فى أربيل الكردية لحبه لأم كلثوم
وقال: إن التسمية جاءت تيمنا وحبا لها ولأغانيها ويجمع كل ما غنته أم
كلثوم من أغان قديمة وحديثة ولا يذاع بها سوى أغنياتها رغم أن كثيرين ممن
يرتادون المقهى لا يجيدون العربية، وعن المقهى أيضا توجد مقاطع على
اليوتيوب يحكى صاحبها فى أربيل عن حبه لأم كلثوم .
وكثرة المقاهى التى تحمل اسم أم كلثوم بل والشوارع أيضا يرجع سببه إلى
انها أحبت بغداد، وغنت لبغداد أغنية بعنوان " بغداد يا قلعة السود".
أما المفاجأة فهى أن دولا أجنبية كثيرة تحتفى بأم كلثوم بإنشاء مقاه باسمها يقيمها العرب لجذب المهاجرين ..
ففى مدينة مالمو بالسويد يوجد مقهى أم كلثوم يغنى فيه مطربون عرب مثل
العراقى جعفر الخفاف وشاكر زويد، وتغنى بالمقهى اغنيات عربية فقط .
وفى باريس توجد عشرات المقاهى العربية التى قد لا تحمل اسم كوكب الشرق
لكنها تحرص على أن تبعث الروح العربية بإذاعة أغنيات أم كلثوم لروادها من
العرب لبث الإحساس بالعروبة وكسر الإحساس بالغربة ولو مؤقتا .
بل وفى باريس وحدها اكثر من 60 مقهى حسب احصائية أوردتها مجلة فوربيس
فى عام 2005 مؤكدة ان منها مقاهى كثيرة تحمل اسم ام كلثوم منها مقهى لسمير
خومارو "58 عاماً" يحمل اسم "أم كلثوم" في حي "موفتار" الشهير في الدائرة
الخامسة من باريس، وكان مجرد مقهى عاد تحول الى ملتقى لرجال الأعمال العرب
أم كلثوم التى تستغلها إسرائيل اليوم لتكسب تعاطفًا عربيًا، لن تكون
يوما وسيلة لتلعب بها سياسيا، فهى رمز مصرى أصيل فى كل بلاد العالم تجدها
فى الدول العربية والاجنبية، من تونس الى المغرب الى سوريا التى بها شارع
ومقهى يحمل اسم ام كلثوم ولبنان واالمغرب وبغداد وباريس ولندن، وسويسرا.
وإن كان ما قامت به إسرائيل من افتتاح شارع يحمل اسم أم كلثوم قد أزعج
الكثيرين فهو تأكيد على أن الفن المصرى الأصيل سيظل هو المعبر عن روح
الإنسان المصرى، وأن شارع يحمل اسم أم كلثوم فى القدس العربية سيبقى حتى
تعود الأرض لأصحابها!