مشاهد المؤتمر التأسيسى للتيار الشعبى المصرى فى ميدان عابدين كانت مهيبة و رائعة بكل المقاييس ..حملت قى أرجاءها رائحة و طعم ميدان التحرير أول أيام الثورة و حتى خلع مبارك .. بداية من الحضور الشعبى المتنوع و المتعدد جغرافياً من كل محافظات مصر و من كل فئات و قطاعات شعبنا العظيم، و نهاية بالخطاب الوطنى الجامع الذى عبرت عنه كلمات الرموز الوطنية المتعدده الاتجاهات و المتوحدة الأهداف كما طرحها بيان التيار الشعبى التأسيسى كتعبير عن أهداف و مطالب ثورة 25 يناير العظيمة فى العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الانسانية و الاستقلال الوطنى.
عدة رسائل مهمة رسخها مؤتمر التيار الشعبى بامتياز و تتلخص فى الأتى:
الرسالة الأولى: لا تغيير حقيقى فى مصر إلا بالتوازن السياسى بين السلطة الحاكمة الآن، و الممثلة لتيار واحد من تيارات مصر الأربعة و بين المعارضة القوية الحاضرة فى كل مفاصل و أركان الدولة و المجتمع بكل مكوناته من القرية الى العاصمة، و من الروابط والحركات الاجتماعية و الجمعيات الأهلية إلى النقابات و من القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة فى تحقيق أهداف الثورة.و هذا التوازن لا يمكن أن يتم إلا بميلاد قطب كبير و تيار شعبى واسع عبر عنه هذا الحشد العظيم .وكان المؤتمر تتويجاً للتيار الشعبى المصرى باعتباره التيار القادم لتحقيق و تجسيد هذا التوازن السياسى المطلوب، وطنياً و شعبياً و سياسياً و اجتماعياً واقتصادياً و ثقافياً و ثورياً.
الرسالة الثانية: ان الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الخالد أبداً..فالقيادة للشعب ممثلاً فى الوحدات الأساسية من القرية والكفر والعزبة والنجع والحى، وهذه الوحدات هى القاعدة الأساسية، وهى صاحبة الأمر والنهى وصاحبة السيادة فى الموقع، ونجاح التيار الشعبى كتنظيم قوى مرهون بقدرة هذه الوحدات على إدارة وقيادة موقعها الجغرافى أو النوعى بأوسع مشاركة شعبية ممكنة.والتخلص من كل أمراض التنظيمات السياسية من التسلط التنظيمى واحتكار القرار والشللية والصراعات الداخلية، والمراهقة السياسية والمصالح الشخصية والطموحات الذاتية..وإلى آخر تلك القائمة من الأمراض التى تضعف أى تنظيم وتحد من قوته بل وتفتك به.
الرسالة الثالثة: أننا قادرون على كسر حاجز القدرة على الحشد المنظم، و تجلت تلك القدرة فى هذا العدد الهائل من أعضاء التيار، رغم أننا ما زلنا فى المراحل الأولى لبناءه كتنظيم شعبى..فما بالنا لو حققنا المستهدف فى الشهور القادمة وتواجدنا فى الـ 6500 قرية و نجع وعزبة وكفر وحى ..وتمكنا من بناء شبكة اتصال قوية ومنظمة ومنضبطة وبأعلى درجات الالتزام التنظيمى من قبل الأعضاء.
الرسالة الرابعة: الى كل النخب والقوى والأحزاب والتنظيمات والحركات السياسية المتوافقة على المشروع الوطنى الجامع بثوابته فى الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى، ها هو التيار الشعبى المصرى يفتح باب الأمل ويكسر حاجز القدرة على الحشد، ويرفع راية التحدى ويقف كرأس الحربة لكل من يتوهمون أنهم قادرون على الهيمنة والاستفراد والتسلط والاستبداد واحتكار الوطن لصالح الجماعة لا الجميع، و يبنى إطاراً شعبياً حاضناً للكل، فساعدوه جميعاً على أن يكون حائط الصد المنيع والقلعة الحصينة للوطنية المصرية الجامعة بكل ثوابتها الدينية و الوطنية والقومية والانسانية.
الرسالة الخامسة:الى جموع شعبنا العظيم..قد نخسر جولة أو أكثر. و لكن بإرادتنا نستطيع أن نحقق المستحيل وليس فقط الممكن.