في كتابه "سر المعبد" كشف ثروت الخرباوي عن بعض أسرار جماعة الإخوان
المسلمين، وفي حوار ساخن مع "بوابة الأهرام" يكشف الخرباوي، المحامي
والقيادي السابق بالإخوان، الكثير من المعلومات عن الوضع المالي للإخوان،
والعلاقة بين قياداتها، وتقييمه لمرشدى الجماعة منذ نشأتها وحتى الآن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتحدث الخرباوي عن طبيعة الدور الذي يقوم به رجل الأعمال والقيادي
الإخواني البارز خيرت الشاطر، وكذلك عما وصفهم بـ"رجال الشاطر"، والعلاقة
بين الشاطر والرئيس محمد مرسي، وتطرق الخرباوي لكل من المرشد الدكتور محمد
بديع، وإلى أعضاء مكتب الإرشاد.
ويفجر الخرباوي مفاجأة، بتوقعه حدوث مجازر عدة خلال الفترة المقبلة،
مؤكدًا تزايد حدة الاحتجاجات والتظاهرات ضد سياسيات "الجماعة" وممثلها
الدكتور محمد مرسي، وكيف ستتصدي لها الجماعة بكل عنف في سبيل الحفاظ علي
شرعيتها، كما تحدث عن سر العلاقة بين الإخوان وأمريكا وكيف لعبت حماس دورًا
في الوساطة بين "الإخوان" وإيران مقابل الجائزة الكبري بتوطينها في سيناء
المصرية.. وهو الأمر الذي تصدى له الجيش بقرار عدم تملك الأراضي بسيناء.
الخرباوي: تصريحات العريان عن اليهود "بالونة اختبار"]وفيما يلى نص الحوار:
- صندوق جماعة الإخوان، من الأسرار الكبري لديها.. ولدينا معلومة بأن 7% من دخل الأعضاء يذهب إليه.. فهل لديك تقدير لحجم مدخلاته؟
* أنا الوحيد الذي قلت إن جماعة الإخوان المسلمين دخلها السنوي تقريبًا
مليار و200 مليون جنيه مصري، من اشتراكات الأعضاء داخل مصر، وتعتمد
الجماعة في المقام الأول على الدخل الخاص بها من أعضائها بمصر وفي وقت
الأزمات يتم تمويلها من الدول الأخري التي بها نشاط للإخوان وهى 88 دولة
باعتبار أن مصر هي الرأس.
- ماذا عن الاستثمارات الخارجية للإخوان؟
* أجزاء من أموال الإخوان تستثمر في هونج كونج وفي تركيا وهي أكبر
الاستثمارات، وكذلك في دبي، لكن الإخوان بدأوا يحولون استثماراتهم من
الإمارات إلى قطر، بسبب تضييق النظام هناك الخناق عليهم منذ ثورة 25 يناير،
وأقول لكم إنه وقت الأزمة عرض الشيخ زايد آل نهيان من خلال مندوب له إلى
المجلس العسكري بأن يسدد ما علي مبارك من ديون وأن يتم العفو عنه وأسرته
وإرساله إلى الإمارات، وكان العرض بشكل مبدئي هو 20 مليار دولار، لكن
المجلس العسكري والإخوان ردوا برفض العرض وقالوا: الأمر موكل للقضاء، لذلك
عندما ذهب عصام الحداد لحل أزمة المصريين بالإمارات رد حاكم دبي بأن الأمر
متروك للقضاء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- من خلال معرفتك بجماعة الإخوان.. كيف تقوم بصرف تلك الأموال؟
* مصاريف الإخوان موسمية، ووقت الانتخابات فقط يتم الصرف، ولكن الصرف
الأكبر يكون في بدلات التفرغ، فمثلا يحصل الدكتور محمد بديع، المرشد العام
على مبلغ 50 ألف جنيه شهريًا بالإضافة إلي سيارة خاصة وفيللا مبنية خصيصًا
له من تبرعات الأعضاء، كما يحصل أعضاء مكتب الإرشاد على مبالغ تحت مسمي بدل
تفرغ، كل حسب أقدميته والدور الذي يقوم به، ولجنة الصندوق هي التي تحدد
ذلك وتضم الدكتور محمود عزت، وخيرت الشاطر، ورشاد البيومي.
- هل تستطيع أن تقدر حجم ميزانية الإخوان المسلمين والاحتياطي النقدي لها؟
* الاحتياطي النقدي للإخوان المسلمين يقدر عبر سنوات طويلة وعلمه لدي
الدكتور حسين شحاتة، الاستاذ بجامعة الأزهر وهو الذي يدير حسابات الإخوان
المسلمين ويعلم كل تفاصيل أموالهم، لكن الاحتياطي المدخر لهم بعد إضافة
ناتج الاستثمارات بالخارج والأصول وما إلي ذلك لا يقل عن 40 مليار دولار
احتياطي مدخر للإخوان المسلمين، أي أكبر من الاحتياطي النقدي للحكومة
المصرية حاليًا.
- تقصد هنا الأموال السائلة أم رءوس الشركات فقط؟
* أقصد الأموال الثابتة ومنها أصول الممتلكات ورءوس الأمول ومنها الأموال المدخرة والاستثمار بالخارج.
- هل هذا يفسر ثقة الدكتور محمد مرسي، عندما صرح خلال حملته الانتخابية للرئاسة بأن هناك 200 مليار جنيه جاهزين للاستثمار في مصر؟
* الرئيس مرسى كان يداعب مشاعر الناس، وكان يتكلم عن أمر آخر يبدو أنه
كان مخطط له وهو عودة اليهود للاستثمار في مصر، فالشركات التي قالوا إنها
تم الاتفاق معها هي مملوكة في أغلبها لليهود.
الخرباوي:الاحتياطي النقدي للإخوان ضعف احتياطي الحكومة
هل هناك ربط بين ما تقوله وبين تصريحات الدكتور عصام العريان، الخاصة
بدعوة اليهود للعودة لمصر؟.. وهل استقالته من الهيئة الاستشارية للرئيس
جاءت لتسرعه في الحديث عن اليهود، خصوصًا أن الرئاسة وحزب الحرية والعدالة
أكدوا أنه يعبر عن وجهة نظره فقط؟.
* طبعا هناك ربط، عصام العريان، دائما ما تكون تصريحاته بالونة اختبار
وهو يستخدم دائمًا لهذا الأمر، والعريان ينفذ تعليمات مرسي وقيادات الإخوان
المسلمين وبخاصة خيرت الشاطر، وطلب من العريان أن يقول ذلك ولا يعقل أن
يغضبوا عليه بعد قوله والمسألة هي توزيع أدوار، نفس الكلام حدث عندما صرح
العريان، عام 2007 في حوار له مع جريدة "الحياة اللندنية" بأن الإخوان إذا
وصلوا إلى الحكم سيحافظون على اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وقتها قال
الإخوان: إن هذا الكلام يخصه ويعبر عنه ولا يعبر عن رأي الجماعة.. نفس
الأمور تتبع في كل مرة والمطلوب منا أن نصدق أن جماعة الإخوان أو الحرية
والعدالة غضبوا.. "هم يضحكون علينا بهذا الكلام وللأسف بعضنا يصدقه".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- هل ينفذ الدكتور العريان، ما يطلب منه، طبقًا لنظرية السمع والطاعة
التي أشرت إليها في كتابك باعتبارها الحاكمة في التعامل داخل الجماعة أم
لحصوله علي مكاسب معينة؟
* عصام العريان ينفذ تلك الأوامر ليس بنظرية السمع والطاعة، لأن لديه
قدر من الاستقلال وهو ليس من النوعية التي تربت علي السمع والطاعة بشكل
مطلق، لكنه ينفذ بنظرية "الأنا"، أنا ومصلحتي، ولو طلب منه أي شيء مخالف
لقناعاته سيفعل ذلك بكل بساطة لأنه رجل يبحث عن نفسه وعن ذاته فقط لا غير،
ولا يهمه في الدنيا إلا نفسه والمكان الذي سيوضع فيه.
- بالنسبة للعلاقات بين الإخوان والأمريكان.. متي بدأت وإلى أين وصلت؟
* العلاقة بين الطرفين هي علاقة مصلحة، فالأمريكان يتعاملوا بعقلية
الشركة المساهمة، عقلية الصفقات وترتيب التحالفات والتشاركات، والإخوان هي
جماعة برجماتية نفعية تبحث عن مصلحتها لذا فهما يلتقيان، والعلاقة بينهما
بدأت منذ عام 2003 تقريبًا وكان الواسطة بينهم هو الدكتور سعد الدين
إبراهيم، الذي صرح بذلك مباشرة في حوار له بعد خروجه من السجن بسنوات،
وهيلاري كلينتون فضحت هذا الأمر في تصريحاتها ضمن لقاء لها كانت في بودابست
في المجر إذا صرحت بأن أمريكا على علاقة مع الإخوان المسلمين قبل سنوات من
الثورة، وحددتها بعام 2005.. أما إلى ماذا وصلت فقد وصلت إلى الحالة التي
نحن عليها الآن؛ فالأمريكان هم الذين ساعدوا مرسي للوصول إلى الحكم، وهم
رعاة بقائهم، ولكن يمكن أن يفضوا أيديهم من أي اتفاق ويتخلوا عن الإخوان في
أي لحظة حال تعارض ذلك مع مصلحتهم.
- هل لديك معلومات عن الزيارات التي قامت بها قيادات من الإخوان المسلمين إلى أمريكا بعد ثورة 25 يناير؟
* لدي أمور منها زيارة عصام العريان الأخيرة عندما عاد من واشنطن وأطلق
بعد ذلك تصريحه المتعلق باليهود، وما نعرفه هو أنه التقى شخصيات أمريكية
ودار بينهم حوار حول أحقية اليهود في العودة إلى مصر.
- هناك حديث حول وجود دور تلعبه حماس في مساندة نظام الإخوان للبقاء في السلطة، فما صحة ذلك؟
* حماس كان لها دور كبير كوسيط بين الإخوان وإيران، والزيارة الأخيرة
التي تمت مع المسئول الإيراني كانت بوساطة خالد مشعل، وهو لقاء خطير لأنه
كان يتضمن أن تنشأ الرئاسة جهازًا أمنيًا خاصًا بها، وأن يتدرب على أعلي
مستوي ويتكون من أعضاء الإخوان وشبابها، والزيارة كانت للاتفاق الأمني،
الإخوان تريد إنشاء مؤسسة أمنية تساعدهم على السيطرة على الأمور وتعتبر
خطوة من خطوات تعميق العلاقة بين الطرفين.
- ماذا حصلت حماس مقابل ذلك؟
* سيناء كانت هي الجائزة الكبري لحماس.. كل الدلائل تشير إلى أن هناك
فكرة لجعل سيناء إمارة إسلامية ومن أجل ذلك أصدر وزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي، قراره بمنع التملك في مناطق معينة من سيناء، ومنع التملك لغير
المصريين في أماكن أخري وذلك خوفًا من أن تكون هناك محاولات توطين
للفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية المصرية من أصول فلسطينية في مناطق
سيناء.
- هل هذا يؤكد أن الجيش والمخابرات من جهة، والجماعة من جهة أخري، ليسا على وفاق، ولم يستطع الدكتور مرسي تطويعهما لخدمة الجماعة؟
* رغم محاولة الإخوان اختراق المؤسسة العسكرية في مصر منذ سنوات طويلة
ولهم قسم في الجماعة اسمه قسم الوحدات يعمل علي ذلك إلا أن المؤسسة
العسكرية لاتزال مستقلة تمامًا وعلى الحياد، ومن أجل هذا يريد الإخوان
أجهزة أمنية تابعة لهم، فالأجهزة المخابراتية فشلوا في احتوائها، والجيش
مستقل وغير منتمى إلى الإخوان رغم وجود بعد الاختراقات.
- ما هي معلوماتك عن كل من الفريق أول عبد الفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي؟
* الفريق أول عبد الفتاح السيسي، هو وزير شاب، وكل ما أعرفه عنه أن عمه
قيادي تاريخي في الإخوان هو عباس السيسي، وغير ذلك لا أعرف عنه شيئًا،
والفريق صدقي صبحي، لا علاقة له أيضا بالإخوان، وهو رجل مهتم بحرفته
العسكرية.
- أيهما أولي ومقدم بالنسبة للإخوان.. أمن الجماعة أم أمن مصر؟؟
* الجماعة بكل تفصيلاتها مقدمة علي مصر كلها أما مصر فقد وردت على لسان
المرشد السابق مهدي عاكف "طُز في مصر" فجماعة الإخوان ليس لها وطن.
- هل هذا يفسر ما حدث أمام الاتحادية؟
* بالطبع في مجزرة الاتحادية وغيرها من المجازر، التي ستحدث قريبًا
والأمر فيها يقوم ليس بنزعة وطنية، لكن علي خلفية أممية عامة كتنظيم دولي.
- لماذا تتوقع حدوث مجازر أخرى؟
* لأنه سيحدث احتجاجات ومظاهرات ضد الحكومة المصرية وأمر طبيعي أن تحدث
هذه التظاهرات وستكون قوية ومنها الدعوة للخروج يوم 25 يناير، والإخوان لن
تقف متفرجة على تلك التظاهرات خوفًا من أن تتطور لذا سيتم مواجهتها بعنف.
- معني ذلك أن خروج القوي الإسلامية أمام الاتحادية كان للدفاع عن شرعية الإخوان وليس شرعية الرئيس المنتخب؟
* بالطبع لأنهم يدركون أن الرئيس مرسي، يعني وجود الإخوان، والكلام
الذي لوح به محمد بديع، المرشد العام بأنه تلقي رسالة من شباب الإخوان
بأنهم دخلوا الجماعة للاستشهاد والتصريح الآخر لأحد قاداتها من أن الجماعة
يمكن أن تقدم ملايين الشهداء من أجل تثبيت شرعية الرئيس، والشرعية نفسها لا
تعنيهم وإلا كانوا تركوا صندوق الاستفتاء حرًا، لكنهم زوروه تزويرًا
فاضحًا سيئًا في انهيار أخلاقي.
- معني هذا أن هناك صراعًا بين الإخوان والشعب المصري؟
* الشعب كان ينظر لجماعة الإخوان على أنها ضحية وأنها مضطهدة من النظام
السابق والشعب المصري يتعاطف مع الضعيف خصوصًا إذا كان يرفع الشعار
الإسلامي، ولكن بعد أن وصلوا إلي الحكم عرف الشعب أن الإخوان ليسوا تلك
الصورة المضيئة التى كانوا يتوقعونها أو أنهم ممثل الإسلام الصحيح الذين
كانوا يعتقدونه فهم شيء أصاب الشعب بإحباط شديد.. والصراع بالنسبة للإخوان
صراع بقاء وبالنسبة للشعب فهو متعلق بتحقيق أهداف الثورة.
- في سبيل بقاء الإخوان والحفاظ علي مكتسباتها السياسية، كثيرًا ما
تلوح إلى أنها لا تحتاج إلى تحالفات مع القوي السياسية الأخري، نريدك أن
تحيطنا بتفاصيل ذلك؟
* لو أدرك الناس أن الإخوان جماعة ضعيفة لهزموها بمنتهي السهولة، لكن
لدي الجماعة سياسة مفهوم تصدير القوة، وتصدير القوة هو قوة في حد ذاته..
وهو مفهوم يعرفونه جيدًا لذا فهم حريصون في المؤتمرات علي إعطاء صورة أنهم
الأكثر عددًا وبشكل عام هم حريصون علي إعطاء صورة أنهم جماعة منظمة للغاية
وأن أفرادها ينفذون القرارات بنسبة 100 %، ولذلك هم يصرحون بأنهم لا
يحتاجون أحدًا للتحالف معه وهم واثقون بأن أعدادًا كبيرة ستحج إلي مكتب
الإرشاد وتصلي الظهر خلف المرشد.. كما كانت تفعل القوي السياسية قبل الثورة
عندما ترسل بالمرشحين لكي ينالوا بركة ورضاء المرشد ودعم الإخوان.. كل ذلك
جعل لها قوة في عيون الناس وفي الحقيقة لو نظرنا لها دون العدسة المكبرة
سنري حقيقتهم.
- برأيك من هي القوي السياسية التي ستلجأ للتحالف مع الإخوان في انتخابات مجلس النواب؟
* هي القوي الإسلامية فقط، فالإخوان لن تتحالف مع أحد من القوي المدنية
باستثناء بعض الأحزاب الهامشية الطفيلية التي لاقيمة لها علي الإطلاق
بالإضافة إلى فلول الحزب الوطني ممثلين في رؤساء القبائل بصعيد مصر وهؤلاء
سينزلون الانتخابات مستقلين.
- من الذي يختار الأفراد للمواقع المهمة في الدولة.. الرئيس أم جماعة الإخوان؟
* جماعة الإخوان هي التي تختار لأنها مهتمة بتقوية نفسها لذا تقوم باختيار أفراد من الجماعة في مواقع مهمة بالنسبة لها.
- اختيارات الجماعة للمناصب الوزارية والمحافظين عاب عليها الكثيرون فهل تفتقد الجماعة للكوادر؟
* الجماعة بها كوادر لكن ليس بها كفاءات، كما أنها تختار أهل الثقة وأصحاب الولاءات وليس صاحب الكفاءة، ومكتب الإرشاد هو الذي يختار.
- وهل المهندس خيرت الشاطر هو صاحب القرار الأقوي في مكتب الإرشاد؟
* بالطبع.. هو والدكتور محمود عزت، الرجل القوي في الجماعة هما الاثنان
يعتبرا شخصًا واحدًا كل منهما مكمل للآخر.. ففي يد خيرت الشاطر المال، وفي
يد محمود عزت الرجال، وبالمال والرجال تتم السيطرة علي القرار.
- هل لايزال الدكتور محمود عزت، محتفظًا بقوته داخل مكتب الإرشاد؟
* هو رئيس جهاز المخابرات الإخواني ويشبه عمر سليمان يختفي ولا أحد يراه.
- متي بدأ بزوغ نجم الشاطر في الجماعة؟
* في النصف الثاني في الثمانينيات بعد وفاة الاستاذ عمر التلمساني،
عندما استقدمه الحاج مصطفي مشهور، ومعه محمد مرسي ومحمد بديع، وكانوا
يعملون بالخارج، وبدأ مشهور يعطي له إمكانيات ويطلق يده في الجماعة شيئًا
فشيئًا، وجعله يدير جزءًا من أموال الجماعة، وعرفه علي حسن مالك، لأن مصطفي
مشهور كان صديقًا لوالد حسن مالك، وترتب علي هذا الأمر أن أصبح الشاطر هو
مسئول من الكبار في الجماعة خلفًا للحاج أحمد حسنين، ولم يدخل منتخبًا مكتب
الإرشاد.
- هل لوجود الشاطر تأثير علي بقاء الدكتور محمد بديع كمرشد عام للجماعة؟
* الشاطر هو الذي أدار معركة المرشد فجعل مهدي عاكف، مرشدًا ثم محمد بديع.
- هل يسعي مرسي للانفصال فعليًا عن جماعة الإخوان؟
* مرسي لم ولن يسعى للانفصال عن الجماعة، لكنه أراد أن يجعل لنفسه
شخصية مستقلة في الإدارة وخيرت الشاطر، كان يريد أن يملي قراراته، وقد تدخل
أمير قطر والمرشد العام الدكتور محمد بديع، لحل هذا الخلاف، وانتهي الأمر
إلى وضع أسس في التعامل بينهما، وأن القرار الذي يأتي إلي مرسي ويلتزم به
هو قرار مكتب الإرشاد، وأنه إذا ما أراد خيرت الشاطر شيئًا من مرسي فيجب أن
يستصدر به قرارًا من مكتب الإرشاد.
- وما هو تعقيبك على إصدار الرئيس مرسي، قرارات ثم يتراجع عنها؟
* لأن القرارات تصدر من مكتب الإرشاد وخبرته قليلة في إدارة البلاد فيصدر القرار ويفاجأوا برد فعل قوي فيتراجعون فيه.
- هل كنت قريبًا من الدكتور محمد مرسي أثناء عضويتك بالإخوان المسلمين؟
* لم أكن قريبًا منه، لكن عملت بالاشتراك معه في بعض الملفات، وهو فلاح
مصري خشن الطباع، لديه تلقائية ولا يهتم بالذوقيات في التعامل، وبارع في
التنفيذ، فهو شخصية تنفيذية من الطراز الأول، ويبذل جهدًا كبيرًا في ذلك،
إلا أنه غير بارع في التفكير على الإطلاق.
- هل هو من رجال الشاطر؟
* لا لم يكن محمد مرسي يومًا من رجال الشاطر، لكن من رجال الشاطر
الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة على سبيل المثال.
- من الذي اختار الأشخاص قريبي الصلة بالدكتور محمد مرسي في الرئاسة؟
* اختارهم الدكتور محمد مرسي، وهو ما أغضب خيرت الشاطر، مرسي اختار
كلًا من الدكتور سليم العوا، ومحمود مكي، وسيف الدين عبد الفتاح، وأحمد مكي
وكلهم رجال لا يقبلهم خيرت الشاطر ولا يحبهم، كذلك اختار الرئيس مرسي، حسن
مالك لإدارة الملف الاقتصادي، وقد انفضت الشراكة بينه وبين الشاطر، مما
أزعج الأخير جدًا، وكان يتمني أن يسند إليه إدارة الملف الاقتصادي في مصر
لتحقيق مشروع النهضة، وهو بنفسه كان قد صرح بذلك لجريدة الحرية والعدالة في
اليوم التالي لتولي مرسي الرئاسة.
- ما طبيعة دور كل من د. عصاد الحداد ود. ياسر علي، ود.محمود عزت، ود.محمود غزلان، والدكتور محمد البلتاجي، وأسعد الشيخة؟
* الحداد هو المبعوث الأمريكي لدي الإخوان المسلمين والمعتمد الأمريكي
لديهم، أما الدكتور ياسر علي، فهو شخصية مجهولة جاء من المجهول ووضعه خيرت
الشاطر مع محمد مرسي ليكون عينًا له، بينما الدكتور محمود عزت هو رجل
المخابرات الإخواني وخليفة مصطفي مشهور في إدارة الإخوان المسلمين،
والدكتور محمود غزلان رجل كل إمكانياته إنه متزوج من أخت المهندس خيرت
الشاطر، وليس له أي إمكانيات دون ذلك، والدكتور البلتاجي فهو رجل فاضي
أصلًا، بينما أسعد الشيخة هو رجل ظل هاربًا خارج مصر لسنوات طويلة وكان
يسكن في عمارة مجاورة لي بمدينة نصر بالحي السابع وهو شخصية غامضة ودوره
وتأثيره كبير لكن مصدر قوته أمر مجهول حتي بالنسبة لكثيرين من الإخوان.
- هل لدي الشخصيات السابقة الإمكانيات التي تؤهلهم للمناصب التي يتولونها؟
* كل من سبق عقليتهم هي عقلية المواطن المصري التقليدي، الذي يصارع من
أجل الوصول إلى المناصب العليا لكن ليس لديه أي كفاءة علي الإطلاق.
كيف تقيم مرشدي الإخوان المسلمين؟
* الإمام حسن البنا هو داعية من الطراز الأول وفقيه من الدرجة الثالثة،
رجل "داهية"، مؤثر في الجماهير ولديه طاقة كبيرة، أما حسن الهضيبي فهو رجل
متعجرف ضيق الصدر، سريع الانفعال وسريع الغضب، بينما عمر التلمساني هو
شخصية استثنائية مرت علي جماعة الإخوان المسلمين واعتبره أعظم مرشد مر
عليها، وحامد أبو النصر فقد تولي موقع المرشد بعد أن أصبح كهلًا ولم يترك
بصمة بها، ومصطفي مشهور هو رجل النظام الخاص؛ عقليته سطحية جدًا ومحدود
الثقافة للغاية، لكن عقليته العسكرية والتنظيمية من الطراز الأول، بينما
المستشار مأمون الهضيبي هو كوالده هو رجل متعجرف متعالي مغرور ضيق الصدر،
ومهدي عاكف هو رجل ضعيف للغاية ويخفي ضعفه بالصوت العالي، وأخيرًا فإن
الدكتور محمد بديع "عقله تكفيري وقلبه قلب صوفي".
- ماهي الرسالة التي توجهها لكل من الرئيس مرسي والمرشد الدكتور بديع والشاطر والكتاتني، وعزت، وأبو الفتوح، وحسن مالك؟
أقول للدكتور مرسي: "استقيلوا يرحمكم الله"، وأقول لبديع: "حسبي الله
ونعم الوكيل في كل مواقفك"، وأقول للشاطر "عد إلي تنظيمك الشيوعي السابق
فأنت أسوأ شخصية مرت علي الحركة الإسلامية"، وأقول للكتاتني: "الرسائل لا
توجه إلا إلي شخصيات والدكتور الكتاتني هو رجل تابع ولا ينبغي أن أوجه
رسالة له لأنني أوجهها للأشخاص الأصليين"، وأقول للدكتور عزت: "اتق الله في
مصر"، بينما أقول للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح "كن فارسًا كعادتك"،
وأقول للدكتور محمد حبيب: "لديك خزائن أسرار الجماعة فمتي تبوح بها من أجل
مصر"، وأقول لحسن مالك "أنت صديقي الطيب الذي ظللت معه في أسرته الإخوانية
سنوات وتعرفني جيدًا ولكن يبدو أن هناك أخوة في الله وأخوة في التنظيم".