[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من
المحزن أن نختزل أسطورة فى إسم شارع ، تتوه ملامح الأسطورة ويبقى الشارع
بيننا مجهول الهوية ويصبح إسمه مجرد إسم علم لا ضرر أن نخطئ فيه..
للأسف هذا ما حدث مع البطل
أحمد عبد العزيز ، إختزلنا أسطورته التى يصعب أن تتكرر فى إسم شارع حيوى
متفرع من جامعة الدول العربية ، وإختزلنا ملحمته العبقرية فى خط سير سيرفيس
" الجيزة – البطل أحمد " .. دعونا ندخل دقيقة فى حضرة البطل العبقرى
وسيرته .
عندما إندلعت ثورة 19 كان بطلنا فى عمر 12 ، صغر سنه لم
تمنعه أن يكون زعيما ثورى على زملائه الطلبه فى المدرسة الثانوية فقادهم فى
مظاهرات لنصرة سعد باشا ، وفى سن 16 عاما تم سجنه فى تهمة قتل جندى إحتلال
إنجليزى وبعدها أفرج عنه وتم نفيه إلى مدينة المنصورة .
ثم إلتحق بالمدرسة الحربية وبسلاح الطيران واصبح من ألمع الطيارين المصريين .
مع بداية القضية الفلسطينية عام 47 تقدم البطل إلى المسئولين بطلب تطوع
لخدمة القضية ، ليصبح بذلك أول متطوع فدائى عربى وحصل على رتبة بكباشى ،
وإستطاع أن يكون كتيبة قليلة العدد من المتطوعين لإنقاذ فلسطين من آيدى
اليهود ، بهذه الفرقة البسيطة إستطاع أن يقتحم فلسطين ودارت بينه وبين
العصابات الصهيونية العديد من المعارك أشهرها خان يونس.
وعندما ماطل
الحكام العرب مده بالسلاح ، إستطاع أن يسلح جنوده بأسلحة العدو بعد
الإنتصار عليهم فى كل معركة ورفع العلم الفلسطينى والعلم المصرى جنبًا إلى
جنب فى القدس . ، هذا بخلاف تمهيد الطريق للقوات العربية النظامية عندما
قررت الدخول فى حرب فلسطين ، وفى يوم 16 مايو 1948 حضر إلى مقر القياده
المصريه وقدم للقائد العام كل ما لديه من معلومات عن العدو.
وصل البطل
أحمد عبدالعزيز إلى بيت لحم ، لم يلبث حتى بدأ باستكشاف الخطوط الدفاعية
للعدو .. قرر أحمد عبدالعزيز احتلال المستعمرة اليهودية "رمات راحيل"وقاد
هجوما يوم الإثنين 24/5/1948م ، بمشاركة عدد من الجنود والضباط من قوات
الجيش الأردني. بدأ الهجوم بقصف المدافع المصرية للمستعمرة ، بعدها زحف
المشاة يتقدمهم حاملو الألغام الذين دمروا أغلب الأهداف المحددة لهم. ولم
يبق إلا منزل واحد إحتمى فيه مستوطنو المستعمرة. وحين انتشر خبر انتصار
أحمد عبدالعزيز ، وبدأ السكان يفدون إلى منطقة القتال لجني الغنائم ، ولم
يستمعوا إلى تحذيرات البطل أحمد من خطورة الموقف ، فالعدو أعاد تنظيم نفسه
وإستقبل مدد من إدارته ، ووجد "أحمد عبدالعزيز" نفسه في الميدان وحيدآ إلا
من بعض مساعديه وتغيرت نتيجة المعركة .. ماحدث يتماس مع ما حدث مع المسلمين
فى موقعة أحد .
بعدما قبل العرب الهدنة في عام 1948 ، نشط اليهود في
جمع الذخيرة والأموال وقاموا بإحتلال قرية العسلوج التي كانت مستودع
الذخيرة الذي يمون المنطقة ، إحتلالها كان يعني قطع مواصلات الجيش المصري
في الجهة الشرقية ومع فشل محاولات الجيش المصري إسترداد هذه القرية
إستنجدوا بالبطل أحمد عبدالعزيز وقواته ، التي تمكنت من دخول هذه القرية
والاستيلاء عليها .
حاول اليهود احتلال مرتفعات جبل المكبر المطل على
القدس، وكان هذا المرتفع إحدى حلقات الدفاع التي تتولاها قوات أحمد عبد
العزيز المرابطة في قرية صور باهر، وقامت هذه القوات برد اليهود على
أدبارهم وكبلتهم الخسائر الكثيرة، واضطرتهم إلى الهرب واللجوء إلى المناطق
التي يتواجد فيها مراقبو الهدنة ورجال هيئة الأمم المتحدة.
- الصورة للبطل أحمد عبد العزيز مع موشى ديان أثناء إجراء الهدنة .. تفاوض واقفا ورفض الجلوس بجانب ديان .
إستشهاده ..
إستشهد عن طريق الخطأ برصاص مصري " نيران صديقة " ، فعندما كان في طريقه
بصحبة اليوزباشي صلاح سالم (أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في مصر فيما بعد)
إلى القيادة المصرية في المجدل ليلة 22 أغسطس 1948م (الموافق 16 من شوال
1367هـ)، ووصل بالقرب من مواقع الجيش المصري في الفالوجة ، أطلق أحد الحراس
( وإسمه العريف بكر الصعيدي ) النار على سيارة الجيب التي كان يستقلها
أحمد عبدالعزيز ، بعد اشتباهه في أمرها ، فأصابت الرصاصة صدر القائد البطل
الذي ما لبث بعدها أن لفظ أنفاسه الأخيرة وأسلم الروح شهيدآ سعيدآ .
إستشهد الأسطورة الذى أصبح الشارع الذى يحمل إسمه أشهر من سيرته العطرة .. رحم الله البطل الشهيد .