اتت خديجة..ولم يأت جعفر.!!

[size=32]هزت كتفه بقوة تحاول ايقاضه..كان العقربين على وجه الساعة يشيران الى الثالثة فجرا...
_انهض يامحمد..انهض اشعر بالالام الولادة منذ ساعتين..(بتثاقل شديد استدارنحوها:
_هل انتي متاكدة انها ساعة الولادة؟؟
حسنا يبدو ان جعفرمشتاق لرؤية ابيه..تدلت رجلاه من السرير وهو يحاول ابعاد النعاس عن عينيه..ثم ارتدى ملابسه وتناول مفاتيح السيارة..بالتفاتة قصيرة الى الخلف..اعلمها ان تهيأ اغراضها وتستعد..
ادار محرك السيارة ونظر في المرآة الى شعره المبعثر.. بحركة بسيطة من يده اعاد ترتيبه..مضت نصف ساعة من الانتظار في نقطة تفتيش لان الظلام مازال يعم الطرقات وغير مأذنون لآي نقطة تفتيش بالسماح لمرور اي مركبة الا بعد الخامسة صباحا..لكن حال الفتاة وصراخها من شدة الالم جعل الضابط يوافق على مرورهم بشيء من المجازفة بالاوامر العليا..وصلت هيفاء الى المستشفى بمشقة كبيرة..
اتكأت على كتفه وسارت ببطء لم يكن بوسعها السير دون مساعدة احد..على جانب الممر وقفت عدة ممرضات..يتحدثن بصوت خفيض... بدا الارهاق واضحا على وجوههن الشاحبة..
اقترب محمد منهن ليخبرهن بضرورة ايصال زوجته الى غرفة النساء للولادة..اذ لايمكن للرجال من الاستمرار في المضي اكثر..هكذا تفيد اللوائح المعلقة على جدران الممرات..
ثم قفل راجعا ينتظر في الخارج..وصلت والدة(هيفاء)..بخطى عجلى يملؤها الخوف والقلق بعد اتصال محمد للحضور الى المستشفى..(كان في حضور الام خير من يخبره بتشريف ولي العهد..على عرش قلبه..الا ان الرياح لاتأتي كما تشتهي السفن..انتظرت الام قرابة ساعة ونصف امام غرفة العمليات كانت ولادة عسرة..لكن لطف الله قد اتم الامور على خير..واطفلت هيفاء مولودتها بصحة جيدة..
اسرعت الام الى محمد المنتظر بلهفة..مترقبا الانباء السارة عن مجيىء جعفر..
اقتربت الام واخبرته ان هيفاء بصحة جيدة وابنته كذلك والحمدلله قالتها بسعادة غامرة..لم يحز الخبر على رضاه..قال مستنكرا:
_ماذا قلتي ياخالة؟..هيفاء انجبت بنت وليس ولد؟؟..اصبح وجهه قاتما عابسا..وكأنه ماطرق سمعه للتو كذبة عارية من الصحة!!
مرت عدة ايام لتفارق خديجة الحياة في اواخر شهر آب..عند الثامنة صباحا حينما كانت الام تلاطف ابنتها ..اصابتها نوبة سعال حادة على حين فجأة..وهي تمرر اصابعها على جبهتها الرقيقة تلثمها تقبيلا واحتضان..اذا توقف الدفء ليحل محله برد قاس سرى في جسد المولودة.. اكتست ملامحها بلون ازرق باهت....لم يكن مجيء الطبيب لازما حينها..فقد غادرت روح خديجة عالم الارض مبكرا..فاضت دموع هيفاء بحرارة وهي تضم الصغيرة الى صدرها في الوداع الاخير..مرت على مخيلتها كلمات اخيها(حين جاء محمد لخطبتها..بالغ كثيرا في وصفه قائلا:
(انه لايترك فرضا الا ويصليه في المسجد لايفارق قيام الليل ليلة واحدة..ذو دين وخلق..رفعت صوتها:
_دين وخلق!!..هل من يحمل الدين يعبس وجهه منذ ولادة هذه الطفلة حتى اللحظة لا لشي سوى لانها انثى..!!..ثم كررت مرارا دين وخلق..دين وخلق!!
كفكفت دموعها بعد وقت قصير.. وهي تهمس في اذن الضغيرة بين احضانها( فلتقري عيننا في جنات النعيم..خير لك من جحيم الارض المليىء بالشياطين!!![/size]

شكرا على المجهود
لك مني أفضل تحية

روووووووووعة تسلم ايديك

مشكور على هذا العطاء المتميز

جزاك الله خيرا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» جعفر بن ابى طالب
» وفاة السيدة خديجة بشيربسبب الصرصور
» السيده خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وارضاها