كان صدري وقتها لشدة إنفعالى .. فما وجدت أحدّاً سيحمل هميّ غير أمواج البحر المتلاطمة ..
جلستُ تحت ضوء القمر المنعكس علي الماء .. أحاكى البحر ..
فلا أحد سيشاركنى دموعى التى بدأت تفيض من عيني , غير تلك الأمواج التى بدأت بالهدوء والصنت ..
انطلقت آهات وآهات من عمق عمق قلبي .. لتشكو للبحر همي .. لتخرج منه معاناتى .. ليفهمني ..
طال الليل وطال .. وأنا أبكي أمام تلك الذكريات الحزينة ..
فالأيام والسنون جلبت لنا ما نحبهم .. وبنفس اللحظات أخذتهم من بين أحضاننا ..
قبل لحظات كانوا معنا هنا .. نمازحهم , نضحك معهم , لا نكاد نفارقهم
هي لحظة وأقل من لحظة , وفارقونا ..
هدوء البحر علي ضوء القمر يسمعني وأنا أفيض دمعاً
قلبت صفحة من قلبي فإذا بي أرى أحبّة لي كان لهم بالقلب مكان .. فخيانتهم كانت أسرع .. فما بقوا في قلوبنا
لا أحد يفهمك في هذه الدنيا .. لا تجد من يفهمك ..
نطق البحر وكأنه يواسيني .. نطق وكأنه يبكيني .. وقد أشفق علي دموعي وحالى ..
انطلقت أمشي وأمشي مع البحر ونحن نتكلم ونشكو همومنا ..
ليس وحدي عندي همومي , فالبحر عنده هموم لكنه فضّل أن يحمل هموم الناس ولا يحملهم شيء
البحر واسع ومليء بالأمواج والمياه .. هي القادرة علي إذابة الهموم ..
أخذني البحر في أحضانه ودموعي اختلطت في دموعه ..
وقال لي : تعال إليّة وأشكو إليّة همك ولا تشكوه لمخلوق سواي
صدق البحر في كلماته وعبراته ,
مضيتُ حينها وأنا ميقن تماماً أن لا أحد يفهمك سوي البحر ..
فالحياة وهمومها ومشاكلها ومن يسكنها لا يفهمونها ..
حبست دموعي لأن قلبي قد بدأ يتلجلج بالفرح والسرور .. بعد تلك الليلة المفعمة بالحب والتآخى