كل يوم آلاف الزيجات تُعقد حول العالم لتعلن عن بداية علاقة يتعهد فيها كل طرف بأن يمنح كل الصداقة والحب والسعادة لشريك حياته.
من بين كل هذا الرقم الكبير من الزيجات, 3 فقط هي من يُكتب لها أن تستمر بشكل جيد.
دراسة الزواج
بدأ علماء الاجتماع بمراقبة الزيجات بشكل عملي في بدايات السبعينات وذلك كردة فعل لأزمة الطلاق التي استشرت في المجتمع حينها. حيث كانت فرق البحث حينها تتحدث إلى العديد من الأزواج على مراحل متعددة من زواجهم (البداية, بعد 3 سنوات, بعد 6 سنوات) وفحص إجاباتهم ومحاولة ربطها بالتطور الذي حدث في كل علاقة على حدة.
بناء على المعطيات التي تم جمعها حينها, تمكن العلماء من الفصل بين نوعين: الزوج المنحة والزوج المحنة. الزوج المنحة كان سعيدا مع شريك حياته رغم مرور 6 سنوات. أما الزوج المحنة فكان إما قد طلق زوجه أو يعيش حياة غير سعيدة معه.
الزوج المحنة: هو الزوج الكثير الانتقاد والذي يبحث عن الأشياء التي تُعذبه في شريكه فينتقده بها.. تجده يُضخم من أخطاء شريكه ويظن أنه بذلك يساعده على أن يُصلحها. أما إذا تعلق الأمر بإنجازات شريكه الجيدة فإنه يمر عليها مرور الكرام.
الزوج المنحة: هو الزوج الكثير الإطراء و الذي يبحث عن الأشياء التي تُعجبه في شريكه فيشكره عليها. يُمضي اليوم كله في التفكير في أفضل الأشياء التي قام بها مع شريكه ويتغاضى ما أمكن عن الأخطاء البسيطة الصادرة عنه.
الزوج المحنة: يعتبر كل ملاحظة سلبية من شريكه دعوة للحرب ويتفاخر بأنه يُسامح ولا ينسى أبدا. فهو حينما يُخبره شريكه بأنه لم يعد يُنصت له.. يذكره بكل المرات التي أنصت له فيها ويتهم شريكه بالنكران.
الزوج المنحة: هو يعتبر كل ملاحظة سلبية من شريكه دعوة للتغيير ولإضفاء المزيد من الحياة على العلاقة. فمثلا, حينما يُخبره شريكه أنه لم يعد يُنصت له.. يقوم على الفور بسؤاله عما يُقلقه ويُنصت له بكل حب.
إشارات واضحة
اكتشف هؤلاء العلماء أن الاحتقار هو السبب الأكبر الذي يجعل الأزواج ينفصلون. الشخص الذي يُمضي كل وقته في انتقاد شريك حياته لا يمكنه حسب بعض الدراسات أن يستمتع بـ 50 في المائة من الأشياءالإيجابيةالتي يقوم بها شريكه لأنه بكل بساطة لا يراها.
الشخص الذي يتعامل ببرود مع نجاحات شريك حياته ومع أوجاعه ويُحاول دائما أن يكون "رصينا وعقلانيا” يتسبب بفعله هذا في تدمير علاقته بأن يُحسس شريكه بأنه لا قيمة له وبأن لا أحد يُحس بما يشعر به هو.
الحنان (مرفوقا بالاتزان النفسي) هو العامل الأكثر تأثيرا على الشعور بالرضا وعلى استقرار أي علاقة. الحنان يجعل من كل طرف يُحس بأن هناك من يعتني به ويفهمه ويتفهمه ويشاطره أحزانه وأفراحه.. يحبه بكل بساطة
أصعب الأوقات لممارسةالحنان (Kindness) هو خلال المواجهات التي تحدث بين رفيقي الدرب وهي نفسها الأوقات التي يلزمنا أن نكون فيها أكثر حنانا وتفهما إن أدرنا الحفاظ على العلاقة وتطوير نوعيتها.
حاول أن تتخلص من رغبتك في الانتقاد وجرح شريكك ومن مهاجمته.. كن زوجا منحة
"الحنان لا يعني أن لا تُعبر عن غضب, بل يعني أن تختار كيفية التعبير عنه: أي أن تُفضل شرح سبب إنزعاجك لشريكك على أن تُهاجمه وتقسو عليه”.
في غالبية الزيجات, مستويات الرضا تتناقص بشكل كبير في السنوات الأولى من الزواج. غير أنه هناك أناسا استطاعوا أن يُطوروا من طبيعة زواجهم ويجعلونه أكثر سعادة وحبا ووسيلتهم في هذا هي العطف والحنان وأن يكونوا منحة لرفاق حياتهم.
منقول