خليها تعنس".. حملة جديدة لتخفيف أعباء الزواج

خليها تعنس".. حملة جديدة لتخفيف أعباء الزواج
البنات: الدعوة مرفوضة ومهينة للمرأة.. شباب المقاهي عايز "حاجه ببلاش"
أساتذة علم الاجتماع: آن الأوان.. لتغيير مفاهيم المجتمع

يبدو أن الشباب المصري أصبح مولعا بتقليد الشباب السعودي.. ففي العام الماضي نظم مجموعة من الشباب السعودي حملة علي شبكة الانترنت تحت شعار "خليها تصدي" تدعو للتوقف عن شراء السيارات بسبب ارتفاع أسعارها.. وبعدها انتقلت الفكرة الي الشباب المصري وخلال الفترة الماضية بدأت مجموعة من الشباب السعودي حملة جديدة للعزوف عن الزواج تحت شعار "خليها تعنس" وهي "تتضمن دعوة لأولياء الأمور لتخفيض المهور وتسهيل أمر الراغبين في الزواج من الشباب.. وعلي الفور انتقلت الفكرة ايضا الي شبابنا فرفعوا شعار هذه الحملة.
يقول القائمون علي الحملة في رسائلهم وحملاتهم الدعائية ان تكاليف الزواج الآن أصبحت باهظة خاصة في ظل ارتفاع أسعار الشقق السكنية حتي وصلت الي أرقام فلكية بالاضافة الي ارتفاع أسعار الأثاث والأجهزة الكهربائية مؤكدين ان العديد من الأسر مازالت تضرب بكل المناشدات عرض الحائط وتستمر في رفع المهور والاصرار علي الشبكة الذهبية رغم الارتفاع الهائل في أسعار الذهب.
وعن رأي الفتيات في هذه الحملة؟
* تقول أمنية عبدالرحمن ليسانس آداب: الشباب اليوم مشغول في الانترنت والجلوس علي المقاهي الشعبية.. وتتساءل لماذا لا يطلقون حملة "خليها تحترق" للمقاهي والسجائر والشيشة؟!
تضيف انه بدلا من ان يسرع الشباب للزواج من "عانس" في أسرته.. فهو يحرص علي "النت" وتجريح مشاعر البنات والهجوم عليهن وتخوفهن من العنوسة.
* تتفق معها نادية فؤاد دبلوم تجارة مؤكدة: ان جماعة "عوانس من أجل التغيير" ردت علي الحملة بحملة مضادة تحت شعار "خليه عازب" مؤكدة فيها انه لا مجال لتقديم التنازلات لأن الشباب الذي لا يقدر علي تكاليف الزواج يجب ان يظل عازبا ولا يتزوج!!
وتقول نورهان أحمد بكالوريوس تجارة: شباب هذه الأيام يريد كل شيء بدون ان يبذل أي مجهود لذلك تراه يفضل الوظيفة الحكومية التي لا يزيد مرتبها علي مائتي جنيه ويرفض العمل الحر الذي يمكن ان يحقق من ورائه آلاف الجنيهات بدعوي ان الوظيفة الحكومية "ضمان" وأمان!!
رأي العلماء
ولكن ماذا يقول علماء وأساتذة علم الاجتماع والنفس؟
تري الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان دعوة خليها "تعنس" هي دعوة للتنفيس علي الضغوط التي يعيشها الشباب وتجعله غير قادر علي الزواج مثل انتشار البطالة وانخفاض الدخول بالمقاونة مع بالأسعار المرتفعة لكل شيء مما أدي الي وجود أكثر من 9 ملايين عانس.
أضافت ان مثل هذه الحملة علي الإنترنت لن تؤدي الي حل مشكلة الزواج.. لأن هذه المشكلة سببها الأزمة الاقتصادية وليس أي شيء آخر.
دعت الي ضرورة تدخل الحكومة بكل قوة لتيسير الزواج للشباب وتوفير شقق بأسعار مخفضة وتوفير فرصة عمل لكل شاب بأجور جيدة حتي يكون الشاب قادرا علي تكوين أسرة مستقلة.
أما الدكتورة زينب شاهين خبيرة التنمية وشئون قضايا المرأة فتؤكد: علي ضرورة تغيير المجتمع لمواجهة المتغيرات الحديثة مشيرا الي ان هناك تجربة نفذها شباب في احدي قري المنيا بالصعيد تمثلت في رفض تقديم الشبكة الذهبية للعروسة وشارك فيها خطباء المساجد ونجحت التجربة بالفعل وتنازلت العديد من الأسر عن شبكة العروسة بالفعل.
أضافت ان فكرة "خليها تعنس" هي ايقاظ للوعي وهي تعبير ايجابي عن المشكلة ولابد من تكاتف المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة والتي تتمثل في العنوسة أنها تهدد اخلاقيات وقيم المجتمع!!
تقول الدكتورة رضا السيد سليمان أستاذ الاستشارات النفسية بجامعة عين شمس: ان ما يحدث عبر شبكة الانترنت من خلال حملة "خليها تعنس" مجرد هوجة لن يكون لها أي تأثير لأن معظم أولياء الأمور ليس لهم علاقة بالانترنت ولا يعرفون شيئا عن هذه الحملة مشيرة الي ان غالبية الأسر متمسكة بالعادات والتقاليد وترفض التخلي عنها رغم ان الشريعة الإسلامية طالبت بتيسير الزواج وعدم وضع العراقيل أمام الشاب المقبل علي الزواج.
يؤكد المهندس لويس لطفي عضو الاتحاد المصري لحقوق الانسان ورئيس احدي جمعيات التنمية البشرية: أنا ضد هذه الحملة لأن فيها إهانة للفتيات قبل ان تكون طريقة لاقناع الوالدين بتخفيض المهور مشيرا الي انه يتفق معهن في ان العادات والتقاليد البالية من أهم أسباب تأخر سن الزواج للشباب من الجنسين وانه علي الأسر ان تتغير لمواجهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها العديد من الأسر المصرية.