تطرف اليمين الأوروبي يتزايد ومخاوف من تمدده

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يتحرك اليمين الأوروبي المتطرف مجدداً، وها قد تأسس حلف قومي جديد مناهض للهجرة يسعى إلى تحقيق وزن له في البرلمان الأوروبي.
وباتت هذه المجموعة تضم، حتى اليوم، الحزب الوطني البريطاني والجبهة الوطنية الفرنسية وحزب فياما تريكولور الإيطالي والديمقراطيون الوطنيون في السويد والجبهة الوطنية البلجيكية التي تنتمي إلى النصف الجنوبي من البلاد المناطق بالفرنسية.
ويتوقع أن تنضم إلى هذه المجموعة، أحزاب يمينية متطرفة أخرى من اسبانيا والبرتغال، ويدعي المنظمون أن حزب الحرية في النمسا قد تعهد أيضاً بالانضمام إلى الحلف، على الرغم من الانتكاسة التي تعرض لها السنة الماضية مع وفاة زعيمه صاحب الكاريزما يورغ هايدر.
وقد وضع رئيس الحزب الوطني البريطاني نيك غريفين الوثيقة التنظيمية التي يجتمع حولها "حلف الحركات القومية الأوروبية" الجديد.
ويلتزم الموقعون على الوثيقة بمواجهة "أي محاولة لتأسيس دولة اتحاد أوروبي فدرالية" ويطالبون بإعادة السيطرة على السياسات الصناعية والتجارية والاقتصادية إلى الحكومات الوطنية.
وتشجع الوثيقة على اعتماد "سياسات مؤيدة للعائلات" و"القيم التقليدية" وتدعو إلى حماية أوروبا من أي شكل من اشكال "الامبريالية الدينية والسياسية والاقتصادية والمالية".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كما تدعو إلى وضع حد للهجرة إلى أوروبا واعتماد إجراءات قاسية ضد المهاجرين غير الشرعيين وتقديم مساعدات مالية للمهاجرين لتشجيعهم على العودة إلى أوطانهم الأصلية.
وعلى الرغم من الحلف الجديد، تفتقر المجموعة إلى العدد الأدنى الذي يؤهلها لتحظى باعتراف الاتحاد الأوروبي بها كتجمع سياسي والحصول على المساعدات المالية من طرفه، بالإضافة إلى مكاتب خاصة بها، ومواقع في اللجان الأساسية والحق في أن تستشيرها قيادة البرلمان الأوروبي وإدارته.
فالحد الأدنى الضروري هو 25 عضواً من أصل 735 عضو منتخب من 7 دول مختلفة على الأقل.
ولا يتمتع حتى اليوم، سوى الحزب الوطني البريطاني والجبهة الوطنية الفرنسية وحزب الحرية في النمسا وحزب جوبيك في المجر بأعضاء في البرلمان الأوروبي، ويبلغ مجموعهم 10 نواب، ثلاثة لحزب جوبيك المجري الذي فاز بـ14.7% من الأصوات في المجر في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في حزيران/يونيو الماضي، والحزب الوطني البريطاني بنائبين والجبهة الوطنية الفرنسية بثلاثة نواب وحزب الحرية في النمسا بنائبين.
ويضم الاتحاد الأوروبي 27 نائباً من 11 دولة أوروبية مختلفة يتعاطفون سياسياً مع هذه المجموعة الجديدة، غير أن صفة "الفاشيين الجدد" التي غالباً ما تطلق على حزبيّ الجبهة الوطنية الفرنسية والحزب الوطني البريطاني قد تدفع أعضاء البرلمان الأوروبي المتعاطفين معهم إلى التردد في التوقيع على وثيقة الحركة الجديدة.
وتعاني هذه المجموعة من إنقسامات في داخلها حول قضايا وطنية، فالحزب الفلمنكي اليميني لن ينضم إلى مجموعة تضم بلجيكيين ناطقين بالفرنسية ولن ينضم الرومانيون والسلوفاكيون إلى مجموعة تضم حزب جوبيك الذي يعتبرونه معادياً للأقليات السلوفاكية والرومانية في المجر.
وتظهر مجموعة من القوميين المشككين بالوحدة الأوروبية تعرف بـ"أوروبا الحرية والديمقراطية" وتضم 37 عضواً في البرلمان الأوروبي غير أنها تعارض بشكل حاد أي علاقة مع اليمين المتطرف.
وعلى الرغم من أن هذا التجمع السياسي الجديد يبدو ضعيفاً في إطار صورة السياسات الأوروبية الكبرى، غير أن الكثير من معارضيه يخشون من أن ينمو بشكل أكبر في ظلّ الركود الاقتصادي وازدياد البطالة.
وأعلن وزير المالية الفرنسي السابق والمدير الإداري الحالي لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس كان أن الركود الاقتصادي قد تظهّر اليوم كأزمة مالية تحولت إلى أزمة اقتصادية واسعة النطاق، ومن المتوقع أن تتبعها أزمة سياسية واجتماعية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ففي بريطانيا مثلاً، التي ضربها الركود الاقتصادي بقوة، حصل الحزب الوطني البريطاني على أكثر من مليون صوت وفاز بعضوين في البرلمان الاوروبي في الانتخابات الأوروبية التي جرت هذا الصيف، وهي أقوى نتيجة يحققها الحزب منذ تأسيسه.
وقد دفع ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى استضافة زعيم الحزب، نيك غريفين، في برنامجها السياسي الشهير "وقت الأسئلة" "Question time".
وقد تسبب ظهور غريفين على القناة بإنطلاق تظاهرات غاضبة أمام مكاتب الـ"بي بي سي"، وعلى الرغم من أن البرنامج قد طرح على غريفين أسئلة صعبة وطلب منه تفسير تشكيكه السابق بحصول المحرقة اليهودية وسؤاله حول احتمال ترحيل أطفال المهاجرين الذين ولدوا في بريطانيا، فقد شاهد البرنامج أكثر من 8 مليون مشاهد.
وقد افاد ربع المواطنين البريطانيين البيض هذا العام أنهم حرموا من الحصول على مساكن تمولها الدولة بسبب لون بشرتهم، حسب استطلاع حكومي، وذلك بارتفاع 15% عن العدد المسجل عام 2001.
وكانت نتيجة الأطفال البيض الذين يحصلون على وجبات مجانية في المدارس (وهو المؤشر للأولاد القادمين من عائلات فقيرة) هي الاسوأ بين نتائج التلاميذ الذين خضعوا لامتحان الجدارة المدرسية الذي يخضع له التلاميذ في بريطانيا في عمر الـ15 سنة، وقد حلوا بعد التلاميذ من اصول افريقية وكاريبية وبنغلادشية وباكستانية.
ويفوز تقليدياً الحزب الوطني البريطاني وخلفه في السبعينيات، الجبهة الوطنية، بغالبية اصوات الفئات التي تنتمي إلى الطبقة العاملة وعلى الاخص لدى الأشخاص الذين يعانون من البطالة.
ولا يعتبر ذلك مفاجئاً بما ان هذه الفئة هي الاقل تعليماً والأقل تجهيزاً للتعامل مع تحديات العمل والسكن التي تترافق مع الهجرة.
غير أن ادعاء الحزب الوطني البريطاني القومية وتزيين مهرجاناته واجتماعاته بالأعلام البريطانية وإدعائه أن رئيس الحكومة البريطاني الراحل وينستون تشيرشيل كان ليكون أحد اعضاء الحزب لو كان حياً اليوم، قد اطلق ردود فعل سلبية تجاهه.
وقد واجه غريفين أثناء ظهوره التلفزيوني انتقادات الجمهور بسبب ادعائه "السخيف" حول تشيرشل، وهي انتقادات قد تتزايد مع تحالف الحزب الجديد مع أحزاب يمينية متطرفة من دول أوروبية أخرى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لك على المرور

» اللغو فى اليمين
» "الكهرباء" و"البترول" يتبادلان الاتهامات حول انقطاع التيار ومخاوف من صيف مظلم..الكهرباء:الحل فى يد المواطن لترشيد استهلاكه لمواجهة نقص الغاز