مزارعو اليانسون في إقليم صيني يُفاجَأون بارتفاع مهول في طلبات المحصول
من دون علمهم باستخدامه في إعداد دواء مضاد لإنفلونزا الطيور
بيليو (الصين): بيتر غودمان*
ظل كين شينغاو يعيش على مدى العقود الثلاث الماضية حياة أي مزارع عادي مهتما بنوع من الأشجار يغطي جبال مناطق جنوب الصين بغرض حصد ثمارها التي تشبه النجمة في شكلها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. وكل عام يتوافد ذات العدد القليل من التجار لشراء محصول كين شينغاو بغرض بيعه لاستخدامه واحدا من التوابل وعلاجا تقليديا. إلا أن عالم كين شينغاو تغير تماما هذا العام، لأن اليانسون الذي كان يتدلى من فرع الاشجار اصبح واحدا من المكونات الأساسية لدواء «تاميفلو» الذي يستخدم لتخفيف أعراض مرض انفلونزا الطيور. واصبح محصول اشجار اليانسون في المساحة التي يزرعها كين شينغاو (1330 فدانا) سلاحا مهما في الحملة العالمية لمكافحة وباء انفلونزا الطيور الذي يقول خبراء انه قد يسفر عن وفاة عشرات الملايين من البشر. ازداد سعر محصول كين شينغاو من اليانسون ثلاثة أضعاف خلال الشهور الاربعة السابقة، ونفدت كميات المحصول في وقت مبكر من الموسم الزراعي، ذلك ان شركات الأدوية الصينية تسابقت للحصول على اكبر كمية من اليانسون بغرض استخلاص الحمض الشيكيمي الذي يحتوي عليه نبات اليانسون، وهو المادة الرئيسية التي تستخدم في تحضير دواء «تاميفلو».
ويقول كين شينغاو ان محصوله اصبح مهما للغاية بشكل مفاجئ. ويضيف انه لم يكن هناك عدد كبير من الزبائن في السابق، إلا ان هاتفه الجوال لا يتوقف الآن عن الرنين بسبب تسابق الزبائن على شراء المحصول او حجز الكمية التي يريدون من محصول الموسم المقبل.
وتعتبر منطقة جنوب الصين واحدة من مصادر مرض إنفلونزا الطيور الذي تسبب في مقتل 64 شخصا في قارة آسيا منذ عام 2003.
لكن يبدو ان نفس منطقة جنوب الصين مصدر للعلاج من المرض.
والى جانب استخدامه في المطبخ الصيني، يوصي الأطباء الصينيون باستخدام اليانسون النجمي لعلاج المغص لدى الأطفال الرضع، فضلا عن استخدامه لعلاج الصداع وآلام البطن والآلام المعوية. وفي السنوات الماضية، كانت شركات العقاقير الطبية تشتري كميات محدودة من اليانسون. اما الآن فإن التجار يشيرون الى ان نصف المخزون تشتريه شركات الادوية، البعض منها يجهز اليانسون النجمي ويحوله الى حمض الشيكيمي لبيعه الى شركة روش. واذا تخيلنا ان شجرة اليانسون تحتاج الى 6 سنوات لإنتاج الثمرة، فمن المرجح ان تستمر الإمدادات محدودة لبعض الوقت.
وكان كين المدير العام لمزرعة اليانسون النجمي، يستأجر، لسنوات عديدة مجموعات من القرويين المحللين لجمع محصول ثمر اليانسون الناضج من الاشجار في فصلي الربيع والخريف. ويتم تجفيف الثمار في الشمس ثم يبيعونها الى التجار من جميع انحاء البلاد، وهي اول خطوة في شبكة توزيع معقدة.
ولا يبدو ان الناس هنا يعرفون ما الذي يحدث للثمار بعدما تشترى منهم، كما لا يعرفون اسباب زيادة عدد التجار. البعض منهم يعي بشكل غامض العلاقة بإنفلونزا الطيور: وقال كين انه قرأ عن «تاميفلو» واليانسون النجمي في الصحف المحلية، الا ان معظمهم لا يعرف أسباب زيادة الاسعار.
ويقول السمسار المحلي لان زيجونغ، 26 عاما، ان التجار «يعرضون سعرا مرتفعا ويضغطون علينا للعثور على أي كمية، ويقولون لنا سنشتري أي كمية تحصلون عليها». ويتجه معظم المحصول الى سوق مزدحم في مدينة يولين القريبة حيث يحضر التجار من اماكن بعيدة مثل شمال الصين. وتنتشر الاكياس البلاستيكية المعبأة باليانسون النجمي الجاف في مخازن قديمة. لكن في زيارة اخيرة لم تكن هناك اية كميات معروضة للبيع. وقال التاجر تشن تشاو: «نحتفظ بما لدينا انتظارا لارتفاع الاسعار. الاسعار ترتفع يوميا».