مــن عيـــون ثقافة اللغـــة
السرور والحبور والفرح
قال علماء اللغة
إن السرور لذة في القلب عند حصول نفع أو انتظاره أو اندفاع ضرر، وهو
والحبور والفرح أشياء متقاربة معنىً ولكنَّ السرور ما كان مكتوماً،
والحبور ما يُرى أثره في ظاهر الوجه، ويستعملان في المحمود، أما الفرح فهو
ما يورث بطراً ولذلك يُذم، فالسرور والحبور مصدرهما القوة الفكرية، والفرح
مصدره قوة الشهوة.
الحثّ والحضّ
الفرق بين الحث
والحض أن الحث يكون في السير والسَوْق وكل شيء، والحض لا يكون في سيرٍ ولا
سَوق، يعني أنك تقول ( حثثتُ فلاناً على السير وحثثتُ الفرس) ولا تقول
(حضضته على السير وحضضتُ الفرس) وإنما تقول (حضضتُ فلاناً على العمل
الصالح) أي بعثته عليه ورغَّبتُه به، قال تعالى (ولا يحض على طعام
المسكين)
الضَّرُّ والضُّر
الضَّر ضد النفع، فإذا جمعت بينهما فتحتَ الضاد فقلت (في يد
فلانٍ الضَّرُّ والنفعُ) وكذلك إذا ورد الضر مفعولاً مطلقاً نحو (ضرَّني
في فلانٌ ضَرّاً)، ولكن إذا ورد الضر وحده أو لم يكن مفعولاً مطلقاً
ضُمَّتْ الضاد نحو (فلانٌ يشكو الضُّر)، وقيل الضَّرُّ بالفتح شائع في كل
ضرر، وبالضم مخصوص بما في النفس والجسم من حزنٍ ومرض.
~*¤ô§ô¤*~ فصول من البلاغة~*¤ô§ô¤*~
قَدِمَ قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان والياً عليها فقال: من كان في يده
شيء من مال عبد الله بن خازم فلينبذه وإن كان في فيه فليلفظه وإن كان في
صدره فلينفثه فعجب الناس من حسن ما فصل.
وقيل لشبيب بن شيبة عند باب الرشيد: كيف رأيت الناس؟ قال: رأيت الداخل
راجياً والخارج راضياً. وقيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه
السلام): كم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس. قيل له: كم بين
السماء والأرض؟
قال: مسيرة ساعة لدعوة مستجابة.
وقيل إنه نزل
النعمان بن المنذر ومعه عدي بن زيد في ظل شجرة مورقة ليلهوَ النعمان هناك
فقال له عدي: أبيت اللعن أتدري ما تقول الشجرة؟
قال: ما تقول؟
قال: تقول:
ربّ شَرب قد أناخوا حولنا
يمزجون الخمر بالماء الزلال
ثم أضحوا عصف الدهرُ بهم
وكذاك الدهر حال بعد حال
فتنغص على النعمان ما هو فيه.
****
من عيون اللغة
(الاسم النكرة)
إذا كان خبر المبتدأ ظرفاً أو جاراً ومجروراً أو اسم استفهام عن غير
الزمان ، وتم الكلام بالمبتدأ والخبر، وجاء بعد الظرف أو الجار والمجرور
أو اسم الاستفهام نكرة، جاز في النكرة الرفع والنصب فتقول:
( سعيدٌ عندك جالسٌ أو جالساً)و( سليم في الدار قائمٌ أو قائماً ) و( أين
خالدٌ واقفٌ أو واقفاً). فالرفع على جعلك الاسم النكرة خبراً للمبتدأ
وإلغائك الظرف والجار والمجرور واسم الاستفهام، أما النصب فعلى جعلك
النكرة حالاً وجعلك ما ألغيته في حالة الرفع خبراً للمبتدأ في حالة النصب.
واذا توسط الاسم النكرة بين المبتدأ والظرف والجار والمجرور وجب الرفع ولم
يجب النصب، فتقول ( سعيدٌ جالسٌ عندك) و ( سليمٌ قائمٌ في الدار) ، وكذلك
يجب الرفع إذا كان اسم الاستفهام عن الزمان نحو ( متى خالدٌ قادمٌ ) لأن (
قادم ) هو الخبر بدليل أنك لو قلت ( متى خالدٌ ) لما تمَّ المعنى، ولا
يخفى أن الاسم المُستَفهَم به عن الزمان لا يأتي خبراً عن الإنسان.