هذا ما كتبه الكاتب خليل أبو الشوارب
يروّج الأقباط في مواقعهم لكتاب يبدو ذو أهمية عندهم,
ويسوّقون له بكلمات فيها الكثير من الجاذبية والإغراء لذوي العقول النيّرة الذين يحسنون إلى جيرانهم ويحبون أعداءهم كما أمرهم الههم الذي يعبدون.
الكتاب هو ( تاريخ الأمة القبطية وكنيستها لمؤلفته الإنجليزية إديث.ل.بتشر),
وهو مطبوع في عام 1897 ونشرت ترجمته العربية عام 1900.
يصف الإقباط الكتاب بأنه الكتاب الاثري الذي فضح الإسلام وماذا فعل المسلمون عند فتح مصر,
ويتضح من بحث قصير في مواقع الأقباط, أنهم يتبنّون ما ورد في الكتاب ويروّجون له ويضعون روابط للتنزيل في معظم مواقعهم ومنتدياتهم,
ويوجد منه نسخة الكترونية باللغة الانجليزية للتنزيل,
ونسخة أخرى للتصفح على الانترنت ( وهي النسخة التي صوّرت بعض صفحاتها هنا), عدا عن نسخة مصورة عن الترجمة العربية المتوفرة للتنزيل في كل مواقع الاقباط تقريبا
ما أن بدأت القراءة حتى اتضح لي أن بعض النصوص لا يمكن أن تكون مترجمة؟ اذ أن الإطناب والمط والتلاعب بالالفاظ يبدو واضحاً من الصفحات الاولى, عدا عن ما يروى على لسان الشخصيات من شعر فائق الجودة,
ما كان للسيدة بتشر مؤلفة الكتاب أن تطلع عليه بالعربية
عندما بحثت عن النص الانجليزي الأصلي للكتاب, لم أجد فيه لا شعر ولا زجل مما أضافه المترجم الأمين الذي يفترض به أن يترجم جملة بأخرى لأن الكتاب يروي أحداثاً تاريخية. , لكن يبدو أن هذا القبطي لا يعرف الفرق بين كتاب تاريخ وبين قصة علي بابا والأربعين حرامي فأعطى نفسه الحق بالاضافة والحذف والتعديل كما يشاء حتى استحق أن يكون الحرامي الحادي والأربعين في عصابة علي بابا
وسأضع أمامكم هنا بعض فقرات الكتاب العربية, وأقارنها بالنصوص الاصلية في الكتاب لتشهدوا على الأمانة القبطية والصدق الأصيل في نفوسهم. ولنبدأ بهذا النص الانجليزي
في الأعلى صورة فقرة من نص الكتاب الأصلي ترجمتها كالتالي:
إن العرب الأقحاح في مصر والذين تمثلهم القبائل البدوية المعاصرة, لا زالوا زاهدين بالترف الشخصي ( غير مهتمين بالترف) , أما العرب الذين حكموا بين القرن الثامن والحادي عشر فقد تدهوروا بسرعة مثل الاتراك الذين أتوا بعدهم.
في الأسفل صورة لنفس الفقرة كما ترجمها ونشرها الأقباط لتشهدوا على الأمانة في النقل
كما يتضح من المقارنه أعلاه, لقد قام الأقباط بقلب النص رأساً على عقب
الكاتب الانجليزي يقول ان العرب لا يحبون الترف, والمترجم القبطي عكس المعنى فجعل العرب يميلون كل الميل الى الترف والبهرجه والبذخ والاميال الحيوانية ويقول عن العرب أنهم انحطوا وانهمكوا في الملذات...ولا أصل لكل هذه الشتائم والاتهامات في الكتاب الأصلي إطلاقا.
علماً أن المترجم كان قد ترجم كلمة (سوبريور تو) بمعنى (زاهدين أو مترفعين) وذلك في صفحة 373 من الكتاب, وترجم نفس الكلمات هنا بعكسها, مما يدل على أن قلب المعنى هنا كان متعمداً بقصد الحط من كرامة العرب وتشويه صورتهم!!
ولنتذكر أن هذه ترجمة وليس تأليفا, والكتاب تأريخ وليس كلمات أغنية (شعوري ناحيتك) المهداة من الأقباط الى المسلمين
واليكم صورة أخرى من مكان أخر من الكتاب
النص الانجليزي في الفقرة المصورة أعلاه ترجمتها كالتالي
بزغ في صحراء الجزيرة العربية عدو جديد أكثر مهابة ليتحدى الامبراطورية الرومانية, وهو القوة الشرقية التي ظهرت حديثا وتحركها الحماسة التي لا تقاوم لدين جديد, ونبيهم محمد كان قد توفي
الصورة أدناه هي الترجمة القبطية لنفس الفقرة
أنظروا كيف زجّ بالأمة العربية في النص ووصفها بالعدو اللدود, علماً أن الأصل الانجليزي لم يذكر الأمة العربية , بل استخدم مصطلحاً يعود الى عصر الحروب الصليبية ( ساراسين) ويعني ( الشرقيين) من غير نسل سارة زوجة إبراهيم
لم يكتف بالزج بالامة العربية, بل زاد على النص كلمات قوية من قبيل يحط من المملكة وينزل بها الى الحضيض, وهي كلمات غير موجودة في النص الانجليزي. وأكثر من ذلك وصف محمدا صلى الله عليه وسلم ب ( واضع) هذا الدين, بينما هو في النص الاصلي نبي Prophet
واليكم مثالاً أخر
الفقرة الانجليزية في الصورة أعلاه ترجمتها كالتالي
ان العرب ومن بعدهم الأتراك كانوا جنوداً رائعين, ولديهم صفات يجدر بالمصريين تبنيها, لكنهم يعتقدون في قلوبهم أن الحكم هو التوسع, ويعتقدون أن الحضارة هي الترف الشخصي
الصورة أدناه هي لنفس الفقرة كما ترجمها الأقباط ونشروها في مواقعهم وهي صفحة 146
وهذا مثال أخر على أمانة الاقباط, حيث أكرموا المسلمين بلائحة أخرى مما جادت به أنفسهم من الشتائم وصفات التحقير مثل الخشونة والهمجية والوحشية والتحكم في رقاب العباد والعجرفة والغطرسة والاسراف وإطلاق النفس للشهوات المذمومة؟؟؟؟؟؟
لا وجود لكل هذه الشتائم والذم والهجاء في الأصل الانجليزي للكتاب بالمرة, وصور الكتابين أمامكم وهما موجودان على الانترنت للتنزيل.
وتذكروا أن هذه ترجمة؟ وهذا يفترض به أن يكون كتاب تأريخ!!
وهكذا هو حال النص العربي صفحة بعد صفحة, شتائم وتحقير وقلب للحقائق بشكل يصل الى حد الوقاحة!!
في أحد الفصول مثلا يتهم جنود المسلمين بأنهم انتشروا مثل الجراد يعتدون على الأعراض ويغتصبون, دون أصل لتلك الشتائم والادعاءات في الكتاب الانجليزي... وهكذا على طول الكتاب, حتى أشكال العرب لا تعجب الاقباط, فيصف وجوههم بالعبوسة, وفي موضع أخر يصفهم ب(الحرافيش) وهذه كلها مكرمات قبطية عملا بالوصايا العشر, وزيادة على النص الإنجليزي الأصلي للكتاب
مقارنة النصوص التي تتحدث عن اليهود
تروي مؤلفة الكتاب قصة مذبحة اليهود في مصر وسوريا, حيث أن هرقل كان قد أعطى الأمان لليهود وأقسم لهم ألا يغدر بهم, الا أن الرهبان والبطاركة والقسيسين قاموا يجادلون هرقل لإقناعه بإفناء اليهود, وزعموا أن القسم لا يصح لأنه لم يكن على دراية بهم عند القسم, وتعهدوا أن يصوموا ويحثوا أتباعهم على الصوم كل عام للتكفير عن ذنب هرقل عندما يحنث بيمينه.. فانصاع لهم هرقل وقام بذبح اليهود في مملكة روما ومصر وسوريا حتى لم يبق منهم الا من تمكن من الاختباء أو الهرب بجلده.
علماً أن عدد اليهود في مصر زمن الفتح الروماني بلغ مليون يهودي في مصر وحدها, حسبما تروي الكاتبة في الجزء الأول من الكتاب وقدمت تفاصيل أخرى عن عدد العبيد الذين تم تحريرهم من اليهود وبلغوا مئة وعشرين ألفا .. الخ
عند البحث عن نص الكتاب الأصلي , وجدته في موقع غوغل بوكس, ومنه قمت بتصوير الفقرة التي تتحدث عن مذبحة اليهود في الصورة أدناه. لاحظوا الفقرة المشار اليها بالأقواس
الصورة أعلاه هي لصفحة من الكتاب الاصلي الموجودة في غوغل بوكس
في الصوره أدناه نفس الصفحة من نفس الكتاب كما هي موجودة في مواقع الاقباط
لاحظوا أن الفقرة بين الأقواس في الأعلى قد تم حذفها من نص الكتاب في الاسفل... ومكانها حيث يشير السهم
عند المقارنه بين الصوره العليا والسفلى, نجد أن الأقباط قد قاموا بحذف الفقرة التي تتحدث عن قتل اليهود على يد هرقل وإفنائهم في روما ومصر وسوريا بتحريض من القساوسة والبطاركة والرهبان , وكأن المذبحة لم تحدث!!
كما تم حذف نفس الفقرة من النسخة الأخرى التي نشرها الاقباط هنا
فقرة محذوفة من نسختين مختلفتين موجودتين على مواقع الاقباط, تعني أنها حذفت قصداً وكلا النسختين موجودتان على الانترنت ويعرفها الاقباط. قارنوا ذلك مع النسخة الموجودة في غوغل وسترون الفرق
هؤلاء الاقباط, لا يريدون الاعتراف أن قساوستهم حرضوا الرومان على ارتكاب هولوكوست ضد اليهود وأن القساوسة المسيحيين قاموا بحث هرقل على الحنث بقسم وخيانة تعهداته لليهود, لأن النص الانجليزي سيطلع عليه المهتمين بالتاريخ القبطي من الاوروبيين والامريكيين, وليس في صالح الاقباط الاعتراف بمذبحة بينما هم يستعطفون الغرب ويستعدونهم على المسلمين!!
وهل سيقولون للأمريكان والنبي تتعاطفوا معانا, أصلنا من يوم ما قتلنا مليون يهودي مقتلناش ولا مليون بعدهم؟)
انتبهوا أننا نتحدث فيما سبق عن النسخة الإنجليزية الموجهة الى القارئ الغربي.
أما الترجمة العربية للكتاب فقد روت المذبحة كما هي الصورة في الاسفل
عند مقارنة النص العربي مع النص الانجليزي, الموجود على موقع غوغل, نجد أن الأقباط المعاصرين قد تعاطفوا مع اليهود, ونشروا بكائية لما أصابهم, لاحظوا قولهم أن جبين الانسانية يحمر خجلا, وهي كلمات غير موجودة في النص الأصلي للكتاب!!
لكن المثير في الأمر أنهم يظهرون الحزن والأسف على الحملة نفسها وكأن المليون إنسان ماتوا في حادث مرور, وليس على التحريض على القتل الذي مارسه القساوسة ولا على استغلال المكانة الدينية والذي لا نجد كلمة واحدة تدينه بالعربية
ولاحظوا كيف يوصف اليهود بالمساكين.. وهو ما لا أصل له في الكتاب الانجليزي, بينما وصف العرب بالشهوانيين والهمجيين في الصفحات السابقة
ما سر هذا التعاطف والتحالف القبطي اليهودي؟؟؟
هل أفنى الأقباط كل ما في جعبتهم من شتائم خصّوا بها العرب والمسلمين ثم نزلت عليهم ملائكة الرحمة وحمامة الرأفة والحب عند الحديث عن اليهود؟؟
ومما يحزّ في النفس ويزيد من المرارة, أن الأقباط نشروا في مقدمة النسخة الانجليزية على مواقعهم استبراءاً من النص الانجليزي للكتاب والتي برروها بأنها اللغة الفكتورية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر, وهذا اعتذار لليهود عن بعض الجمل التي تتهمهم بالجشع والسيطرة واستغلال المناصب وما الى ذلك من عبارات تعتبر معادية للسامية في أوروبا وأمريكا.
أما في مقدمة النسخة العربية, فلا اعتذار , بل هناك تبنياً واضحاً لمحتويات الكتاب, وإغراء بقراءته على علاته التي يعرفونها, مما يمثّل اغتصاباً لعقول القراء.
اعتذروا لليهود في النسخة الانجليزية, ووصفوه بالعربية أنه الكتاب الذي فضح الإسلام
بل هو الكتاب الذي يفتح أعين المسلمين على حقيقة الأقباط وكيف يزيّفون النصوص ويعهّرون التاريخ الذي يرضعونه لأبنائهم
قال لهم من يعبدون ( أحبوا أعداءكم) فعمل الاقباط على خلق الأعداء أولا, ولم يبق لديهم وقت لتوزيع حب على أحد.