على مصطبة التاريخ ( الشاعر والارهابى )

الشاعر وصديقه
الارهابى !!

هل هناك شيىء يجمع بين الشاعر والارهابى
؟؟!!!

هل هناك مايجمع بين الماء المتدفق الذى يملأ الأرض بالورد والقمح
وبين

البراكين الملتهبة التى تنفجر فتملأ الحياة بالدمار والخراب
؟؟؟

فما بالنا إذا كان هناك صداقة بين شاعر يغذى النفوس بالأمل وارهابى
يهدم

ويخيف ويجعل الدنيا أمام الأنسان ظلاماً مخيفا

أما الشاعر فهو من أعظم وأهم الشعراء
الحقيقين

فهو الشاعر الكبير عمر الخيام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الذى عاش فى القرن الحادى عشر الميلادى حوالى 1052 وتوفى عن ثمانين

عام وكان الخيام فى
الاصل عالم من علماء الرياضيات وكان جهده الاساسى

متجه الى علوم الرياضة والفلك

وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلّثات والمعادلات الجبرية من
الدرجة

الثالثة بواسطة قطع الـمخروط.

وقد وضع الخيام
تقويما سنوياً أدقّ من التقويم السنوي الذي نعمل به اليوم.

اى لم يكن متفرغ للشعر لكن الشعر كان ينبع من قلبه وتاملاته العلمية
فى

الكون والنجوم التى تلهمه مشاعر واحاسيس رقيقة وقد ظلت شهرة عمر

الخيام فى العالم كله لفترة طويلة قائمة على اسا كتبه العلمية مثل
مختصر فى

العلوم الطبيعية ورسالة فى الكون حتى جاء منتصف القرن الماضى واهتمت

اوربا بدراسة تاريخ الفرس وظهر شاعر انجليزى موهوب هو " ادوارد

فيتزجيرالد " الذى اتقن اللغة الفارسية واكتشف رباعيات عمر الخيام "

ونقلها الى الانجليزية نقلا بارعا ومنذ ذلك الوقت أصبح عمر الخيام مشهوراً

كشاعر كبير فىالوطن العربى
كله ونقلت رباعياته للعربية على ايدى كثيرين

منهم الشاعر احمد رامى وهى الترجمة التى اختارت ام كلثوم اجزاء منها
فى

اغنيتها المعروفة رباعيات الخيام

وبسبب الفهم الخاطىء لفلسفته ولتصوّفه اتهم بالإلحاد والزندقة
وأحرقت

كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من

الضياع. غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير
من كونه

شاعراً . وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من
الاستفادة من

الإطلاع على ما وضعه في علوم الجبر والرياضيات.

أما الارهابى هو " حسن الصباح "

زعيم فرقة الحشاشين ومعناها " القاتل "

او " المغتال " أو " السفاح " وقد انتقلت الى لغات العالم كما هى
تقريباً

وكان حسن الصباح من أكبر الارهابيين الذين عرفهم التاريخ الى الحد
الذى دفع

أعدائه الى يصفونه بالعبقرى وبالطبع هى " عبقرية الشر" ويستحق عن

جدارة لقب " أكبر ارهابى فى التاريخ " عاش بين سنة 1038 و 1124 ومات

عن ستة وثمانين عام

وكا ن من اوائل من اكتشفوا الحشيش وعرف تأثيره على العقول واستخدمه

فى تحقيق اغراضه

كان الشاعر والارهابى يعيشان فى عصر واحد وكانا فى شبابهما صديقين

وكانا يتعلمان فى مدرسة علمية واحدة وكانا يعيشان فى بلاد فارس
المعروفة

الأن ب " ايران " وكانا بينهما فىالبداية نقطة لقاء اساسيىة فهما
متفقان

على أن العالم القائم فى عصرهما لم يكن مصدر للرضا والاعجاب وهناك

حاجة للتغيير فلا يمكن قبول هذه الفوضى والاضطراب ممكن يملكون قوة

العقل والارداة مثلهما

وكان كلا منهما يعرف مواهب صاحبه ويبذل جهداً لاجتذابه الى الطريق
الذى

آمن به فكان " عمر الخيام " يريد أن يجر " الحسن الصباح " الى الشعر

والاحلام والدعوة الى تغيير العالم بالحسنى وكان " الحسن الصباح "
يريد أن

يجر صاحبه الشاعر " عمر الخيام " الى الارهاب وتغيير العالم بالقوة

والعنف

ولم ينجح الشاعر باقناع صديقه الارهابى

وأحس الارهابى بالحسرة الشديدة لانه فقد مساندة صديقه الشاعر وفقد
قوته

التى كانت لتكون أكبر عون له فى معركته الجنونية لتغيير العالم

وقد حاول كثيرا ان يجر صديق صباه الى طريقه وكان يقول لو استطعت ان

اجعل العلام يسمعو ن رسالتى سأقول للجميع "
اقلبوا العروش
والهياكل

فالجالسون عليها ليسوا سوى ناس عاديين يحتمون وراء الاكاذيب لماذا

نستمر فى الخضوع لهم

وكان يحاول ارغائه فيقول انا ارقب كل شيىء فىحياتك وكل ماأنجزته فى

مجال الرياضيات والعلوم والفلك لكن فى اى وقت يمكن أن يطردك السلطان

من جنته فليس هناك تقدير للعلوم ولا
العلماء

تعالى معى وستكون من اكبر الدعاة وسيكون عملك فى الفلك والرياضيات
كما

انت والثراء والمجد الذين تنعم بهما الان سيكونان شيئاً ضئيلاً أمام
ماسوف

تناله على يدى

وسكت الشاعر " عمر الخيام " لحظة أمام الاغراء الكبير وقال له "
أمهلنى

أسبوع لاتخذ قرارى "

واتخذ الشاعر والعالم الكبير قراره وهرب من صديقه الارهابى ومن قلعته

الحصينة فى الجبل

ولم يكن بالطبع يفكر باى حال من الاحوال فى الانضمام الى الارهابى
الذى يريد

ان يغير العالم بالاغتيال
والدم

أما هو فيريد أن يغير العالم بالعلم والفكر الدقيق وعدم الاستهانة
بحياة الناس

وكرامتهم فما جدوى تغيير الاخطاء بأخطاء أكبر
؟

وافتروقا ومضى كلا منهما فى طريقه وبقى من الارهاب اتباع قليلون وبقت

نغمة الشاعر وعلمه وفنه نغمة رائعه فى حياة الانسانية

هذه القصة العجيبة التى لا يعرفها كثيرون عن الشاعر عمر الخيام
يرويها

العالم والفنان الامريكى " هارولد لام " فى كتابه قصة حياة عمر
الخيام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تمثال لعمر الخيام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قبر عمر الخيام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهذه ابيات من الرباعيات الشهيرة للشاعر " عمر الخيام "

سمعت صوتا هاتفا في السحر

نادى من الحان : غفاة البشر

هبوا املئوا كأس الطلى قبل أن

تفعم كأس العمر كف القدر

***
أحس في نفسي دبيب الفناء

ولم أصب في العيش إلا الشقاء

يا حسرتا إن حان حيني ولم

يتح لفكري حل لغز القضاء

***

أفق وهات الكأس أنعم بها

واكشف خفايا النفس من حجبها

وروّ أوصالي بها قبلما

يصاغ دنّ الخمر من تربها

***
تروح أيامي ولا تغتدي

كما تهب الريح في الفدفد

وما طويت النفس هما على

يومين أمس المنقضي والغد

***

غد بظهر الغيب واليوم لي

وكم يخيب الظن في المقبل

ولست بالغافل حتى أرى

جمال دنياي ولا أجتلي

***
سمعت في حلمي صوتا أهاب

ما فتق النوم كمام الشباب

أفق فإن النوم صنو الردى

واشرب فمثواك فراش
التراب

***

قد مزق البدر سنار الظلام

فاغنم صفا الوقت وهات المدام

واطرب فإن البدر من بعدنا

يسري علينا في طباق
الرغام

***

سأنتحي الموت حثيث الورود

وينمحي اسمي من سجل الوجود

***

هات اسقنيها يا منى خاطري

فغاية الأيام طول الهجود

***

هات اسقنيها أيهذا النديم

أخضب من الوجه اصفرار الهموم

و إن مت فاجعل غسولي الطلى

وقد نعشي من فروع
الكروم

***

إن تقتلع من أصلها سرحتي

وتصبح الأغصان قد جفت

فصغ وعاء الخمر من طينتي

واملأه تسر الروح في
جثتي

***

لبست ثوب العيش لم أستشر

وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عني ولم

أدرك لماذا جئت أين
المقر

***

نمضي وتبقى العيشة الراضية

وتنمحي أثارنا الماضية

فقبل أن نحيى ومن
بعدنا

وهذه الدنيا على ما
هيه

***

طوت يد الأقدار سفر الشباب

وصوحت تلك الغصون الرطاب

وقد شدا طير الصبى واختفى

متى أتى يا لهفا أين
غاب

***

الدهر لا يعطي الذي نأمل

و في سبيل اليأس ما نعمل

و نحن في الدنيا على همها

يسوقنا حادي الردى
المعجل

***

أفق خفيف الظل هذا السحر

وهاتها صرفا وناغ الوتر

فما أطال النوم عمرا ولا

قصر في الأعمار طول
السهر

***

اشرب فمثواك التراب المهيل

بلا حبيب مؤنس أو خليل

و انشق عبير العيش في فجره

فليس يزهو الورد بعد
الذبول

***

كم آلم الدهر فؤادا طعين

و أسلم الروح ظعين حزين

وليس ممن فاتنا عائد

أسأله عن حالة الراحلين

***

يا دهر أكثرت البلى والخراب

و سمت كل الناس سوء العذاب

ويا ثرى كم فيك من جوهر

يبين لو ينبش هذا التراب

***
وكم توالى الليل بعد النهار

وطال بالأنجم هذا المدار

فامش الهوينا إن هذا الثرى

من أعين ساحرة
الإحورار

***

أين النديم السمح أين الصبوح

فقد أمض الهم قلبي الجريح

ثلاثة هن أحب المنى

كأس و أنغام ووجه
صبيح

***

نفوسنا ترضى احتكام الشراب

أرواحنا تفدى الثنايا العذاب

و روح هذا الذي نستله

ونستقيه سائغا
مستطاب

***

يا نفس ما هذا الأسى والكدر

قد وقع الإثم وضاع
الحذر

هل ذاق حلو العفو إلا الذي

أذنب والله عفا
واغتفر

***

نلبس بين الناس ثوب الرياء

و نحن في قبضة كف القضاء

وكم سعينا نرتجي مهربا

فكان مسعانا جميعا هباء

***

لم تفتح الأنفس باب الغيوب

حتى ترى كيف تسام القلوب

ما أتعس القلب الذي لم يكد

يلتام حتى أنكأته الخطوب

***

عامل كأهليك الغريب الوفي

واقطع من الأهل الذي لا يفي

و عف زلالا ليس فيه الشفا

واشرب زعاف السم لو تشتفي

***

أحسن الى الأعداء و الأصدقاء

فإنما إنس القلوب الصفاء

و اغفر لأصحابك زلاتهم

وسامح الأعداء تمح العداء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الف شكر لك على الطرح

يعطيك ألف عافيه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» وحشانى يامه للشاعرجمال الشاعر
» هروب الشاعر السعودي حمزة كشغري من بلاده إلى بلد شرق آسيوي
» القدس عبر التاريخ