عيد اضحى بدون كبش فداء

محرومين.. أيام قليلة ويهل عيد الأضحى المبارك بذكرياته المؤلمة على كل من حرمته نار أسعار اللحوم من الشواء وإقامة ولائم اللحم الضان التي يقبل عليها المسلمون ابتهاجا بالعيد.

فبعد اشتعال أسعار اللحوم البلدية على مدار الشهور السابقة جاء الدور على خروف العيد ليقفز سعر الكيلو القائم منه إلى 32 جنيه مما يجعل ثمن أصغر خروف قابل للذبح يزيد على 1200 جنيه.

وباحتساب المعدوم من الذبيحة سواء كانت الفروة أو الرأس أو القرنين أو المعدة والفشة والطحال والكوارع وقبل كل هذا طبعا اللية، فإن هذا الخروف البائس الفقير سيصفي وزنه على 10 كيلو جرامات مما يعني أن الأسرة ستشتري الكيلو الصافي بـ 120 جنيه.

ولهذا السبب ولغيره من تعثر الأحوال المالية في كثير من المؤسسات أعلن معظم من سألناهم عن عزوفهم عن شراء خروف العيد هذا العام رغم تعبيرهم عن حسرتهم على التخلي عن هذه العادة السنوية الجميلة التي يستفيد منها كثير من البسطاء والفقراء حتى وإن كان فقط بالانتفاع بفراء الخروف.

منهم لله اللي كانوا السبب فقد حرمونا من أي فرحة في الأعياد.. بهذه الكلمات البائسة بدأ عم احمد شكواه المريرة من اشتعال أسعار اللحوم وجميع السلع إلى الحد الذي يعجز فيه عن إدخال البهجة على أولاده بشراء ملابس جديدة أو حتى الدخول عليهم "باتنين كيلو لحمة" على حد تعبيره.

البعض يذبح وآخرون يكتفون بالفرجة

ويؤكد عم محمد، أن كثيرا من طبقات الشعب ستحرم من خيرات عيد الأضحى هذا العام، فعمليات الأضحية ستقتصر على القادرين والأثرياء فقط، في حين أنها كانت من قبل في استطاعة حتى متوسطي الأحوال الذين كانوا يوفرون مبلغا في حدود الألف جنيه لشراء خروف يزن 50 كجرام مثلا يصفي نحو 20 كيلو يحتفظوا لأنفسهم بنصف الكمية ويوزعون النصف الآخر، وطبعا هذه الطبقة خرجت من المناسبة هذا العام بسبب جنون الأسعار.

ويروي عم محمود مأساته الفريدة التي يندي لها الجبين حيث أنه يعمل بإحدى الشركات التي تواجه ظروفا مالية متعثرة حتى أنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ نحو شهرين، ولا يدري إن كان سيحصل على مستحقاته قبل العيد أم لا، مما يجعله تائها لا يدري كيف سيتصرف إذا لم "يقبض" قبل العيد لأنه احتمال أن "يقبض عليه" بسبب نفاد صبر الديانة.

سلع استفزازية للأغنياء فقط

كم أنه زهد في "اللحمة" هو وحرمه بعد مضاعفة أسعارها وربما سيكتفي بشراء "فرخة" بيضاء نحيفة لذبحها بدل الخروف والخوف كل الخوف أنهم يضطرون للتضحية بقطة ، كما أنهم يسعون الآن لتعويد أبنائهم على الزهد في متاع الدنيا الزائل الذي يسمونه باللهجة المصرية "هدوم العيد" من باب "شد الحزام" لكنه لا يعرف ماذا سيفعل في نفقات الحياة اليومية.

وعلى أية حال ننصح عم محمود بالصبر حتى يأتي الله بالفرج ونقول له لا تبتأس فاللحوم ضارة جدا بالصحة كما أن ملابس العيد هذه بدعة من عمل الشياطين أصحاب المحلات الذين يضحكون علينا ليلهفوا أموالنا ونذكره في النهاية بقول الحق سبحانه وتعالى "قل متاع الدنيا قليل"، فمن لم يأكل اللحوم في الدنيا فإنه وبدون شك سيأكلها في حياته الأخرى، وربنا يجعل بيوت المحسنين عمار



يرضي مين دا يارب

بارك الله فيك
شكرا لكي

وبارك الله فيك
وكل سنه وانتم طيبين