الحوار الديمقراطى

تعددت المواقع في أصغر معمورة على الأرض عرفناها وشهدناها وعشنا فيها كرمليس الحبيبة.
ولكل موقع رواده كما للمقاهي روادها بحكم أذواقهم وثقافاتهم وتنوع اهتماماتهم، هكذا أصبح لكل موقع أعضاء، المتحمس منهم للموقع والذي أقفل باب مساهماته ومطالعاته عليه ودافع عنه في صوابه وخطأه على السواء ومنهم من اكتفى بتصفح جميع المواقع على السواء امّا لارضاء رغبة أو لايجاد ضالة ينشدها هنا وهناك أو ليقارن بينه وبين غيره، أو ليجد نقيصة أو زلة تبدر من هذا وذاك ليدينه، والنيات في النفوس لا يُبان منها مقصدها وهدفها الاً حين تغادر صاحبها فكراً أو قولاً أو فعلاً.
ويحّز في نفوسنا أن يبنى موقع على شقاق أو خلاف أو اختلاف في وجهة النظر، وينتهج سياسة عدائية انتقاماً وليس لتبيان وجهة النظر التي طالما ظلت وستظل نسبية.
المواقع في سياساتها أما متوازية لا تتلاقى في الرؤية ووجهة النظر أو متقاطعة متناحرة لاترحم أو هي في بعد شاسع عن الاختلاف والتناحر تغرّد بعيداً عن السرب. لا أخفي أننا كنّا ضحايا افكار وموروثات سابقة واشخاص اقمناهم ولم يقّيمونا او ينصفونا ولا أنصفوا أفكارنا وتطلعاتنا، لا يخفى على أحد مبدأ " الحـــوار الديمقراطي الحر" شعار زائف لأننا وببساطة شديدة لن نستطيع الوصول الى تلك الشفافية في التعامل بهذا الرقم القياسي والذي لا يمتد أكثر من بضع سنين لا تتجاوز الست سنوات، ولأننا نسيء استعمال حريتنا وحرية تعبيرنا ونطالب الآخرين بالابقاء على طعناتنا دون تضميد ونستزيد منها.
وما دامت الفكرة غير مسؤولة عمّن يؤمن بها وكما قال جبران خليل جبران "اننا ندافع عن أخطائنا أكثر مما ندافع عن صوابنا" فستبقى فكرة :"أنا على صواب وأنت على خطأ قائمة" وبدل أن أقول (وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء) هنالك حل أســـهل يرضي جميع الأطراف وهو "انشــــــر في كل المواقع" ماتراه خيراً لغيرك وابقِ السيء يموت لن تخسر شيئاً.
وبدل أن تلعن الظلام اشعل شمعة وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة.

بارك الله فيك
شكرا لكي