@أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد جميع الغساني بصيدا قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني عن أبي معمر عبد الله بن عمر المقري عن عبد الوارث بن سعيد عن الحسن بن ذكوان ان [ابن؟؟] المعلم أن يحيى بن كثير حدثهم أن عكرمة بن خالد حدثه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى في المنام فقيل له لتتصدق بأرضك ثمغ فقيل ذلك ثلاث مرات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك فقال يا رسول الله انه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بها واشرط (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) من رأى كأنه يوفي زكاة ماله بشرائطها فإنه يصيب مالا وثروة لقوله تعالى {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون}
ورؤية الصدقة في المنام تختلف باختلاف أحوال الرائين: فإن رأى عالم كأنه يتصدق فإنه بذل للناس علمه فإن رآها سلطان وَلِيَ أقواما أو إن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام وإن رآها محترف عَلّمَ الأجراء حرفته ومن رأى [أنه؟؟] أطعم مسكينا خرج من همومه وأمِنَ إن كان خائفا، فان أطعم كافرا فانه يقوي عدوا
وتأويل المسكين هو الممتحن
ومن رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح لقوله تعالى {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} ويقضي دينا إن كان عليه ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم.
*1* الباب الصوم والفطر
@ (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم فقال بعضهم من رأى أنه في شهر الصوم دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام وقال بعضهم إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا والخروج من الغموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شق يأتيه البيان لقوله تعالى (هدى للناس وبينات) فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن فإنه رأى أنه أفطر شهر رمضان عامدا جاحدا فإنه يستخف ببعض الشرائع فإن رأى كأنه أقر بحقيقة الصوم واشتهى قضاء فهو رزق يأتيه عاجلا من حيث لا يحتسب وقال بعضهم إن من رأى كأنه يفطر في شهر رمضان فإنه يصيب الفطرة وقال بعضهم إنه يسافر في رضا الله تعالى لقوله عز وجل (فمن كان منكم مريضا أو على سفر) الآية وقيل انه من رأى أنه أفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأى أنه قتل مؤمنا متعمدا فأنه يفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأى كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة فإنه يتوب من ذنب هو فيه ومن رأى كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر فإنه يمرض ومن صام تطوعا لم يمرض تلك السنة لما روى في الخبر "صوموا تصحوا" ومن رأى كأنه صائم دهره فإنه يجتنب المعاصي ومن رأى كأنه صائم لغير الله تعالى بل للرياء والسمعة فإنه لا يجد فإنه لا يجد ما يطلبه فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر انه أفطر فإنه يغتاب إنسانا أو يمرض مرضا شديدا ومن رأى انه صائم ولا يدر أفرض هو أم نفل فإن عليه قضاء نذر لقول الله تعالى (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) وربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت ومن رأى كأنه في يوم عيد فإنه يخرج من الهموم ويعود إليه السرور واليسر.