العشرة الزوجية

موضوع: العشرة الزوجية السبت يونيو 04, 2011 8:42 am

النُّشُوز
<TABLE style="FONT-WEIGHT: bold; FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; TEXT-ALIGN: justify" width="100%">

<TR>
<td _yuid="yui_3_1_1_3_130716864095390">

كثيرًا ما يقع الزوجان في المشاكل والخلافات، وخاصة في السنة الأولى من الزَّواج؛ لاختلاف طبيعة كل واحد منهما عن الآخر، وتبدأ الأمور بالتحسن بمرور الوقت، وبتعرف كل طرف على وجهة نظر الطرف الآخر، وإيجاد نقاط اللقاء معه.

ولكن إن استمرَّت المشاكل بينهما: فعلى الزوجين حلُّ مشكلاتهما بنفسيهما دون إدخال أطرافٍ أخرى بينهما؛ لأن ذلك سيوسع دائرة الخلاف، ويزيد الأمور سوءًا، ويترك أثرًا في النفوس، فالقاعدة الذهبية في الخلافات الزوجية تقول: (لا تجعل أحدًا يطلع على خلافاتك الزوجية مهما كانت قرابته)، إلا إذا زادت المشاكل عن حدها وتعذَّر معها تحصيل السعادة والاستقرار في الأسرة، أو لم يتمكن الزوجان من حلِّ مشاكلهما بأنفسهما.

أما إذا تطوُّرت الخلافات بين الزوجين وازدادت، وترتَّب عليها كره أحدهما للآخر،

وتعاليه عليه، وترك القيام بحقوقه، فإنَّ ذلك يُعدُّ نشوزًا، فما النُّشوز؟ وما حكمه؟

<TABLE style="FONT-WEIGHT: bold; FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; TEXT-ALIGN: justify" width="100%">

<TR>
<td>
تعريف النُّشُوز، وحكمه:

تعريف النُّشُوز:

هو لغة:

مأخوذ من النَّشْز، وهو الارتفاع عن الأرض، فكأنَّ أحد الزَّوجين قد تَعَالى

على الآخر.

اصطلاحًا

: كراهيةُ أحدِ الزَّوجينِ صاحِبَهُ، وسُوءُ عِشرَتِه.

فالنشوز من المرأة يكون بكراهية الزوج، وسوء عشرته، وعصيانه وعدم طاعته.

والنشوز من الرجل يكون بكراهية الزوجة، وسوء عشرتها، والتقصير في حقوقها.

حكم النُّشُوز:

النُّشُوز له أحكام مختلفة باختلاف حالاته وأسبابه.</TD></TR>
<TR>
<td>
</TD></TR></TABLE>

1- نشوز محرم: وهو الذي يحصل دون سببٍ شرعي من الزوج أو الزوجة.

2- نشوز مباح: وهو الذي يحصل بسبب شرعي، كأن يكون أحد الزوجين مقصرًا في عباداته، أو سيء الخُلق، أو مقصرًا في واجباته، ونحو ذلك.
ومن النشوز المباح: ما يُتوقع من أحد الزوجين من نفرةٍ من صاحبه لشيءٍ نفسي فلا يستطيع معه العيش بسعادة وراحة، سواء كان ذلك ناتجًا عن سبب: كقبحٍ أو مرضٍ.</TD></TR></TABLE>

كيف يعالج الزوج نشوز زوجته

لو كانت الزوجة هي الناشز بغير حق، أو إذا خشي الزوج من تطوُّر الخلاف بينهما: فله أن يُعالج ذلك بطرقٍ ثلاثةٍ ذكرها الله تعالى في قوله: ﴿وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُن ﴾ [النساء:34].

بما أن الزوج هو (رئيس البيت، وقائده) فقد جعل الله في يده صلاحيات كثيرة لإصلاح وضع العائلة مما لم يجعله في يد المرأة، قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [النساء: 34].

طريقة تعامل الزوج مع زوجته الناشز:

الخطوة الأولى: الوعظ:

والوعظ يكون لدى بعض الناس بعدة طرق: الصراخ، ورفع الصوت، والسب، والتهديد بالضرب أو الطَّلاق، أو الطرد من البيت، أو تنغيص ما بقي لها من عيشة أو.....

هذا حال بعض الأزواج، أليس كذلك؟

نعم وللأسف! ولكن هل هذا هو ما أمرنا الله به؟ طبعًا لا!

الوعظ هو: تذكير الزوجة بتقوى الله، وما للزوج عليها من حقوقٍ تُؤجر بأدائها، وتحذيرها من تضييع حقوق الزوج وما يترتَّب على ذلك من غضب الله تعالى.
ومن المهم أن تعرف أيها المبارك: أن الوعظ على مراتب كثيرة:
فليس كل خطأ ترتكبه الزوجة يحتاج لتعليق أو نقد، فغالبًا ما تُحس الزوجة -وكذلك الزوج- بالخطأ، فمجرد السكوت يُغني عن ألف كلمة عتاب.
ثم بعد ذلك: يجب على الزوج أن يستخدم عبارات غير مباشرة تدل على عدم رضاه عن تصرف الزوجة: كعبارات الاسترجاع (إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله) وغير ذلك.
فإن لم تنفع هذه الطرق: فهنا يلجأ إلى ترغيبها في ترك ما هي عليه وبألطف أسلوب، ويجعل أثناء كلامه الكثير من عبارات الثناء عليها وحرصه على مصلحتها، وتذكيرها بالأوقات السعيدة التي أمضياها معًا، والمفروض أن يُحيط ذلك النقاش بجو يسوده التفاهم والرغبة في الإصلاح.
فإن لم يحصل ذلك فله الحق أن يستخدم عبارات أقوى وبأسلوبٍ أكثر حزمًا، ويتدرج في ذلك كلما دعت الضرورة إليه.

إن لم تُثمِر الطريقة الأولى: فهناك خطوة ثانية:

الخطوة الثانية: الهجر:

والهجر معناه الترك، فيترك الزوج جماع زوجته، مع نومه معها في الفراش نفسه.

ولك أن تتخيل موقف المرأة من ذلك، وهي مرهفة الأحاسيس عندما تدرك أنها غير مرغوبٍ فيها!

وهذه المرحلة إن أحسن الزوج استعمالها -دون كثرة تذهب أثرها، وفي الوقت المناسب- فلن يحتاج للانتقال للمرحلة الثالثة إلا إن كانت هناك مشكلة حقيقية في شخصية أحد الزوجين تحتاج لعلاجٍ وإصلاح.

على أنَّه ينبغي على الزوج ألا يصل بالهجر إلى حدِّ الإضرار بزوجته نفسيًّا أو جسديًّا، فهو ليس هدفًا في حدِّ ذاته، بل وسيلةٌ لهدفٍ أسمى، وهو الإصلاح بين الزوجين، فمتى ما رأى في زوجته بوادر التأثر بهذا الهجر: فينبغي عليه المبادرة لإصلاح الأمور.

الخطوة الثالثة: الضرب:

فإذا لم تنفع الطرق السابقة في التعامل مع الزوجة الناشز فيجوز لزوجها أن يؤدبها بالضرب الشرعي، ولهذا الضرب شروط يجب الأخذ بها:

1- أن يكون غير مبِّرح، والمبرِّح هو: الذي يترك أثرًا على الجلد كلون الاحمرار مثلا، ولك أن تتخيَّل كيفية هذا الضرب إن علمتَ أنَّ الفقهاء قد اشترطوا في كيفية الجلد للمجرمين أو الخارجين عن النظام ألا يرفع الجلاَّد يده إلى مستوى أعلى من مستوى رأسه، فكيف الحال بالنسبة للزوجة التي أُمِر الزوج أن يحبها ويرحمها؟!

2- ألا يكون على الوجه أو الأعضاء الحساسة.

3- ألا لا يكون بشيء مؤذي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعنى خلو بالكو يا نساء العصا لمن عصى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تنبيهات:

<P class=yiv234717304sub style="FONT-WEIGHT: bold; FONT-SIZE: 14pt; COLOR: rgb(0,0,0); DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: 30px; FONT-STYLE: italic; FONT-FAMILY: 'Traditional
Arabic'; TEXT-DECORATION: underline">1- المرأة كتلة من الأحاسيس والمشاعر، فغالبًا لا تحتاج لكثير من الوقت أو الجهد لإيصال رسالة لها من زوجها أنه منـزعج.

2- محاولة عدم الانتقال من مرحلة للمرحلة التي تليها، لأنه كلما تم الانتقال زاد الشرخ في الحياة الزوجية، والأسلوب المُتَّبع الآن سيضعف تأثيره في المستقبل، فمن الأفضل عدم تضييع كل الفرص.

3- عند الخلاف بين الزوجين -أو أي شخص آخر- فإن وضع أحد الطرفين في ذهنه قبل النقاش مع الطرف الآخر أنه يريد الإصلاح وإعادة الأمور لطبيعتها فسيحصل ذلك، أما إن وضع في ذهن -ولو احتمالا صغيرًا- أن الحوار لن ينجح، فغالبًا لن يخرج بنتيجة إيجابية، ولهذا قال تعالى: ﴿إِن يُرِيدا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَ﴾ [النساء: 35].

4- عندما يختلف الزوجان فينبغي أن يضعا في ذهنهما أنهما زوجان وحبيبان، وأنهما قبل مدة كانا يتبادلان ألطف وأجمل العبارات، فخلافهما ليس خلاف عداوة، وإنما خلاف وجهات نظر، يمكن حَلُّه بالتَّفاهم والنقاش.

وأتوقع منك سؤالا: وما هذا الضرب إذن؟ وما أثره؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فأقول لك بارك الله فيك: هل نسيت ما تحدثنا عنه قبل قليل من أن المرأة كتلة من المشاعر والأحاسيس؟ لذا فمجرد عبوس الزوج، وإحساس الزوجة بغضبه، وظهور ما يدلُّ على أنَّه قد يلجأ لهذا الأسلوب، وأنها قد تتعرَّض منه (للضرب) يكفي لإنهاء المشكلة.

كيف تعالج الزوجة نشوز زوجها

إذا كان الزوج هو الناشز، وخافت المرأة من تطوُّر الخلافات بينهما: فإنَّ عليها أن تسعى إلى محاولة الصلح بالحكمة والموعظة الحَسَنة.
فإن لم ينفع ذلك، وخشيت أن يُطلِّقها ورغبت هي في بقاء عقد الزواج -للحفاظ على الأولاد مثلا- فلها أن تتنازل عن بعض حقوقها مقابل دوام الزواج بينهما، قال تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].
فأهم ما في يد المرأة الموعظة ومحاولة استمالة الزوج إليها، ولن تعجزها الحيلة في ذلك!

إن لم يتمكن الزوجان من حل خلافاتهما الشخصية:

إن لم يستطع الزوجان حل مشكلاتهما بأنفسهما، أو خرجت الخلافات عن السيطرة، فالمشروع أن يقوم الأهل بالوساطة بينهما.

بل يمكن لأي شخص أن يكون عونًا في حل المشكلات، ويطلع على ما يتعلق بالمشكلة فقط دون التدخل في الأسرار الزوجية الأخرى التي لا داعي لذكرها.

إن لم يتمكن الأهل من حل خلافات الزوجين الشخصية:

إن تعذَّر على الأهل حل الخلافات بين الزوجين يُرفع الأمر للقاضي الذي يقوم بتكليف حَكَمَين للوساطة بينهما، أحدهما من أقارب الرجل، والآخر من أقارب الزوجة، لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء:35]، ويكون حكمهما ملزمًا لجميع الأطراف، وعندئذٍ قد يصطلح الحال، أو قد يتعذر الإصلاح فيحدث الطلاق أو الخُلع.

موضوع قيم

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الدموع العشرة
» فضل الايام العشرة من ذي الحجة
» نجوم التغذية العشرة