لماذا لا أشعر بالسعادة بعد الزواج ؟ لعل هذا السؤال يراود أكثر من نصف المتزوجات الآتي يشعرن بالتعاسة الزوجية ، وبعد أن كانت حواء تنتظر الزواج بفارغ الصبر للتخلص من شبح العنوسة وتدخل إلي عالم المتزوجات ، لا تجد نفسها إلا زوجة تعيسة.
وبدلاً من أن تتفاعل الزوجة مع زوجها والعكس للتفاهم علي بناء حياة سعيدة ، قد يبدأ الصراع من سنة أولي زواج ، للدخول في دوامة الخلافات الزوجية التي لا تنتهي ولأسباب في معظمها تافهة يشعر معها الطرفين بالتعاسة ، موقع "لهنّ" استطلع بعض
آراء المتزوجات ليبحث عن أسباب المشكلة للبحث عن حلول لها.
زوج غير مسئول
"س. حسن" من "مصر" عروس متزوجة منذ خمس شهور تقول بنبرة يائسة : رأيي أن الزواج شئ فاشل بالنسبة لي على الأقل "يعنى لو الزمن رجع بيا مش هتجوز" ، وأضافت : مشكلتي تتلخص في أن زوجي يري أن التنازلات وتغيير الطباع يجب أن تكون من جهة الزوجة فقط ، وبالتالي يحاول دوما تغيير طباعي ، بالإضافة إلى المشكلة الأكبر وهي وجودي مع حماتي في نفس المنزل .. لا أنكر أنها ست طيبة ، ولكن زوجي لا يعي أنه أصبح رجلاً مسؤولاً ، لا يتحمل مسئولية ، يعد ولا يفي و لا يهتم إلا بتدليل أمه له كالأطفال ، ودائماً متقمص دور المظلوم.
وترى "س.حسن" أن المستفيد من الزواج هم الرجال ، وأنها لم تشعر بالانكسار ولم تمر بأوقات عصيبة إلا بعد الزواج ، ولكنها في النهاية أكدت أن هذا رأيها الشخصي وتمنت لكل بنات حواء حظاً أوفر من حظها.
دائم الشكوى
لا تري "سارة مختار" من مصر أن الزواج فكرة فاشلة بالرغم من مشاكله وأعباءه ، ولكنها تساءلت لماذا يتصرف الرجال بهذه الطريقة بعد الزواج ، وماذا يحدث للزوج بعد أن كان لا يستطيع تكملة الحياة بدون من اختارها قلبه ؟ .
وتسترسل سارة : مشكلتي ان زوجي شاب صغير عمره 25 عاماً ، كثير الشكوى من المسؤولية التي ألقت على بعد الزواج عاتقه بعد الزواج ، ويلومني دوماً ، بل يصل الأمر أحياناً إلى أن يقول لي أن مصاريف "الخروجات" تذهب على ملابسي وكأني تزوجته بالقوة ، ومعظم وقته فى البيت يقضيه على الإنترنت أو مع أصحابة بالخارج ، وإذا لفت انتباهه ، أصبحت بذلك "خنقة" ، ويري أن عمله كاف جداً ليكون زوجاً مثالياً .
وتتعجب سارة : المرأة أيضاً تقوم بأعمال لا تقل أهمية عن الرجال ولكنهم لا يعترفوا بها كالأعمال المنزلية الشاقة و"محايلة" الزوج ، ولكن سارة في الوقت نفسه تري أن الزواج الفاشل هي مسؤولية الطرفان ، والمرأة قادرة على إصلاح حياتها الزوجية بأي طريقة وخاصة إذا أراد الطرف الآخر ذلك ، ولا توجد زوجة تري فى أن "تنكد" علي نفسها.
السعادة الحقيقية
ولـ"تيما غضبان" 26 سنة من لبنان رأي آخر ، فهي متزوجة من 3 سنوات وتنتظر أول مولود لها ، وتقول أنها عاشت أجمل أيام عمرها قبل الزواج ، ولكنها شعرت بعد الزواج بالمعنى الحقيقي للسعادة ، وعرفت مع زوجها الأمان والاستقرار والتقدير ومعنى التعاون ، وترى أن الزواج أجمل سنة من سنن الحياة ، وتؤكد أن المرأة التي نشأت في منزل يجيد فنون المعاملة الحسنة من المؤكد أنها ستوفق في حياتها الزوجية.
هدوء الثورة
لا شك أن "الزوج" نعمة لكل "زوجة" مثل أي نعمة أخري أنعم الله بها على المرأة ، ولكنها لا تشعر بها إلا بعد فقدانها ، والملاحظ أن الثورة المصرية كانت بمثابة المصلح بين العديد بين الأزواج على مدار 18 يوم ، كان خلالها الزوج يحمي البيت من خلال اللجان الشعبية ومكث في المنزل لمدة أسبوعين متصلين وبالرغم من ذلك لم تحدث أي مشاكل زوجية خلال هذه الفترة بل على العكس بات هناك نوع من التفاعل والألفة أكثر .
ومن هنا استطاعت الثورة لم شمل الأسرة من جديد وتجديد الحب والألفة الغائبة كالمعتاد ، ولكن هل نحن في حاجة لثورة كل فترة ليعود الحب للبيت من جديد ؟
ويعلق د. هشام حتاتة استشاري الطب النفسي على الأمر بأن ما حدث أيام الثورة في العديد من البيوت نابع من الاحتياج بعد أن شعرت العديد من النساء بقيمة الرجل عندما شعرت أنه يحميها ويحمي أطفالها وهو سبب شعورها بالأمان في وجوده ووجدته بجانبها في المنزل يحادثها وتحادثه في نفس الموضوع بنفس القدر من الاهتمام .
ما المفقود
يقول د. هشام حتاتة استشاري الطب النفسي : أن معظم المتزوجين لا يتفقون في بداية الحياة الزوجية علي دور واضح ومحدد لكل طرف ، يقول الله تعالى في سورة النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) وهذه الآية الكريمة دستور للحياة الزوجية .
والجميع يردد عبارة الزواج نصف الدين ولكن لا يعي معناها ، وبحسب د. حتاتة فإن الزواج يلبي حاجات الإنسان لإشباع الرغبات الجنسية والعاطفية وتنشئة جيل بمبادئ سليمة للمجتمع وغيرها ، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحدث عن الزواج بتفاصيله من أصول المعاشرة والحب وهذا يعنى أن الحياة الزوجية تبني على أساس العاطفة والمودة والرحمة بين الزوجين.
ويؤكد د. حتاتة أن بعد خمس سنوات من الزواج سنجد أن هناك انعدام للتواصل بين الزوجين بعد أن اعتادوا على الحديث في أمور محددة ، كمشكلات الأولاد ، مصروف البيت ، مصاريف المدرسة ، وغيرها من الأمور الروتينية التي تنسي كل طرف أن يتحدث عن نفسه.
ويقترح د. حتاتة الأزواج والزوجات بتقسيم اليوم إلى خمس أجزاء كل جزء يمثل عمل في لتقسيم اليوم بطريقة مثالية ( عبادة "صلاة" لن تأخذ أكثر من نصف ساعة – عمل "8 ساعات" – البيت – رياضة "ساعة يومياً" – نوم كافي للصحة البدنية "7 ساعات" ) وعلى المرأة أيضاً أن تتعلم متى تبدأ حديثها مع الرجل وتتجنب الأوقات المعتادة أثناء عودته من المنزل أو تناول طعامه .
وبدلاً من أن يتأخر زوجك مع أصدقائه على القهوة أو سهره خارج المنزل في ظل احتياجك له حاولي جذب زوجك من جديد من خلال نصائح د. حتاتة التالية :
* تذكرة : يجب الرجوع بالذاكرة إلى فترة الخطوبة ، وعلى كل طرف أن يسأل نفسه ، مالفرق بين الخطوبة والزواج وماذا حدث ؟
يقول د. حتاتة : أن أثناء الخطوبة كان يحاول كل طرف أن يكمل الآخر بما يحتاج إليه ، وكلاً منهما يقوم بدوره.
* طريقة الكلام : يجب أن ينتقي كل طرف طريقة كلامه مع الأخر حتى لا يفقد الزوجين الحوار.
ويشير د. حتاتة إلى أن طريقة الكلام غالباً تكون نابعة من طريقة التربية التى غالباً ما تتسم بحب الأنانية ، لذلك يري د. حتاتة ضرورة دراسة مادة التربية كمادة أساسية في المناهج الدراسية.